الأربعاء، 20 يونيو 2018

معاوية الرواحي... هل يكون "صندوق قمامة"؟!



في ثاني أيام عيد الفطر كنت برفقة صديق لي لزيارة آخر في منطقة أخرى لتهنئته بالعيد و"نتحمد" له بالسلامة بعد أن أقعده المرض، في الطريق سألني الصديق: "كيف معاوية الرواحي؟!"، أجبته متعجباً: ماله؟!، فناولني هاتفه وقال: شوف.

كانت مقاطع لمعاوية ويبدوا أنه نشرها في حسابه باليوتيوب وفي الفيسبوك في وقتٍ سابق قبل أن ينزلها الصديق في هاتفه، ومن ضمن المقاطع التي شاهدتها مقطع يتحدث فيه عن مدونة حكاية نفر، بجانب عدد من المقاطع التي تناول فيها شخوص بعض المثقفين والإعلاميين، والمحسوبين على دوائره الضيقة فيما مضى ، ...
لم أكن أنوي الرجوع للتدوين ولا لمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن سأختصر القول في النقاط التالية:  

**الكلام السيئ الذي قاله معاوية عن كل الأشخاص هو يسيء لنفسه أولاً وأخيراً، وبكلامه يظهر للناس بأنه بلا عهد ولا ذمّة، فأظهر صفات الغدر والخيانة بمن أكل وشرب من نفس الإناء، بل وغدر بمن كان يقاسمه السكن، فكشف عن أسرار لا يبوح بها إلا من يتصف بالخيانة والغدر، فموضوع التعاطي يفترض أن يكون سر بين شخصين أو ثلاثة، ولن يسكن مع متعاطي إلا متعاطي مثله يا معاوية.

**لم يجرؤ معاوية عندما كان في عمان أن يقول 1% مما قاله وهو في بريطانيا، وهذا يدل على تجذر صفات الجُبن والغدر والخيانة، فعندما شعر بأنه في مأمن من الشكاوى القضائية كشف عن أسرار ممن كان يتظاهر بصداقتهم وزمالتهم ورفقتهم، وهذا مؤلم ومؤسف، لأن هذا الفعل يشوه صورة معاوية المدون والكاتب السابق، وقد ينعكس تالياً على ثقة القراء في كتاباته أو كتبه التي يفكر أن يصدرها.

**لقد كشف معاوية عن وجه قبيح ونفسٍ نتنة، فأصبح أقرب لأن يكون صندوق قمامة يفوح منه الكره والبغض والحسد والحقد – بناءً على ما شاهدته في فيديوهاته، لن أتحدث عن الدين والتشريعات السماوية ولكن عن الأخلاق الإنسانية، عن ثقة الأصدقاء، عن الأسرار المغلقة، عن الأحاديث والهمسات التي تتناقل بين الزملاء، يهاجم معاوية "المعصرات" وهو يقع في نفس الفخ! حتى أكاد أجزم أنه تعدى مرحلة "التعصير" لمرحلة "التخمير"، فهل سيصبح فعلاً مجرد "صندوق قمامة"؟!


**أعتقد-ولست متيقن تماماً- بأن ما يقوم به معاوية لا علاقة له بمرضه، أي أن الطبع المتجذر في نفس معاوية وهو سليم هو نفسه الذي يظهر به، فالمرض النفسي لا يأمر العقل بتأليف بالشتم والقذف وذكر المصطلحات القذرة- فيمكنه أن يقول كلاما كثيرا لا ينتهي نتيجة فرط النشاط الذهني لكن ليس بينها سب وقذف وشتم وهتك لأسرار الأصدقاء-بغض النظر عن صدقها من كذبها، كما أن اسلوب محاولة استعطاف الناس عبر جلد الذات أصبح مكشوفاً ولا أعتقد بأنه يليق باسم معاوية الكاتب والشاعر السابق.

**نظيرة المؤامرة التي يعلكها معاوية في كل مرة وكأنه "سنودن"، ومحاولة إيهام الناس بأن الأمن مهتم به منذ كان في الصف الثاني إعدادي!!، هذه مجرد استحمار لا يقبله العقل ولا والمنطق، فكلامه غير مقنع، فإما أن يذكر كل المعطيات المنطقية أو الأدلة على كلامه أو أن لا يلقي بكلام غير منطقي أو كلام "معصرات".

**النرجسية التي يعيشها معاوية لم تستند لحقيقة وإنما للزيف والوهم، فأنا لا أنكر ما كان عليه معاوية من شهرة إلكترونية، وأيضاً من باب الإنصاف فقد كان لمعاوية بعض التأثير على مستوى مواقع الإنترنت في السلطنة لكنها فترة زمنية محدودة وتأثير أقرب للسلبي بسبب الآراء التي كان يكتبها والتي كانت تندرج أو تسير نحو الصدام مع التيار الديني، بجانب ما حمله مقال "ميثاق الخلاص" من إثارة نتيجة الكلام الصادم على المجتمع كالاعتراف بموضوع "عباس" والذي انتشر في تلك الفترة، بالإضافة إلى أن تلك الفترة كانت فترة ذهبية للتدوين وفترة ذهبية لسبلة العرب وسبلة عمان، فكثر المدونون والكتاب ومسربوا الأخبار، حتى ما قاله معاوية على أنه أول من كتب عن خلية التجسس فهذا غير دقيق، فالأرجح  كان مدون يدعى "عقل الحدث"  هو أول من سرب الخبر، فمحاولة معاوية نسب بعض التأثير الإلكتروني لنفسه ينم –على الأرجح- عن تأثير أو بوادر عقدة نقص يشعر بها.

**معاوية لا يختلف عن أسوأ شخص ذكره في فيديوهاته، فهو أيضاً يبحث عن مصلحته الشخصية، وكان مثل ما أعطى قد أخذ، وخير دليل حي على أنه أقرب لـ "المصلحجي"(من المصلحه) هو تغاضيه عن ذكر "ناصر البدري" لأنه يشعر أنه بحاجة له وانه أقرب عماني له في بريطانيا-حسب وجهة نظري، ولو كان البدري في عمان لأفرد معاوية له فيديو خاص يكيل بالتهم والشتم والقذف مثل ما فعل بغيره بل وفعل بناصر سابقا، رغم أن ناصر صاحب فضل على معاوية منذ كان في شؤون البلاط.

**أخيراً.. (في الغالب) لكل انسان جانبان، أسود وأبيض/ سلبي وإيجابي/ ظاهر ومخفي، فيحسب لمعاوية أنه أظهر جانبيه أو هكذا يخيل إليّ، وهذا يتطلب جرأة قوية، ولازلت متيقن رغم فداحة الخطأ الذي وقع فيه إلا أن جزء من جانبه الإيجابي بخير،  رغم كلامه السلبي إلا أن الشوق والحنين والحب للوطن لن يستطيع مقاومته حتى وإن طالت الأيام، وكثير من الأحيان يكون "السنور يحب خانقه".