د. كساب العتيبي..هل (حباً) بـ"عُمان" أم (كرها) بـ"محمد بن زايد" أم (لفت نظر) لـ " السعودية " ؟؟!!

(نظرة موضوعية ومحايدة في أحد جوانب التوجه السياسي للدكتور كساب العتيبي ).

كتب: حكاية نفر

لم أكن أهتم في ما مضى بأن أقف عند شخصية ما  وأطرح على نفسي "الصامتة" تساؤلات تبدوا أنها تزداد إلحاحا يوما بعد آخر، تغريدات (غير مألوفة) او (خارج النطاق العريض للبث) تتداول في تويتر والوتساب منسوبة للدكتور " كساب العتيبي"!!

من هو كساب العتيبي؟؟! يبدوا كأن الأسم مر على شريط الاخبار المُأرشف داخل ذاكرة رأسي المتعبة. هكذا كنت أحدث نفسي.

لجأتُ للعم "جوجل" الذي سخره لنا من ينعتهم المسلمين  بـ"الكفار" ليكون لنا معلما ومرشدا وهاديا لسبيل فضولنا وأسئلتنا وبحوثنا. (ملاحظة من خارج الصندوق: حتى للبحث عن الجنة والنار ومن سيدخل في كلا منها يستخدم المسلمون "وأنا منهم" العم "جوجل" الكافر ليخبرهم بما يسد جوعهم الفكري).  

نستأنف.. العم "جوجل" قدم لي مشكورا نبذة كافية عن الدكتور كساب العتيبي، أبرز تلك المعلومات أنه سعودي يحمل الجنسية البريطانية، يستهوي العلوم السياسية. ومن غير المسموح له بزيارة المملكة السعودية لأسباب تبدوا سياسية.

ولأني "فاضي" ولا أدرك قيمة الوقت فقد نسيت نفسي أمام شاشة اللابتوب وأنا أقرأ كل شاردة وواردة عن ابن عتيبة.

مرت الأيام، ووردني تغريدات اخرى في نفس السياق لأبن عتيبة، يركز في المقام الأول على "ذم" الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ويمدح بعدها سياسة السلطان قابوس آل سعيد سُلطان عمان.

ولأن الأمر تكرر في أكثر من مقام فقد أبدت نفسي "الصامتة"  رغبتها في الحديث بهدوء، لجأت مرة اخرى للعم جوجل ولكن هذه المرة يقودني الفضول لكل التفاصيل الصغيرة. استمتعت في الرحلة المعلوماتية والدراماتيكية لحياة ابن عتيبة "كساب"، انتهيت من رحلة البحث بعدة نتائج أو (استنتاجات شخصية)، وهي:

-الدكتور كساب العتيبي يهتم بتوسيع قاعدة شعبيته في الخليج بطرق ذكية وغير مباشرة ليصل اسمه لأمثالي من مواطنين الخليج العاديين ، اعتبرها طرق مشروعة لتوسيع القاعدة الاجتماعية. وهذا الإستنتاج يؤكده ما ذكره الدكتور بنفسه في احدى مقالاته عام 2012 عندما تم منعه من دخول الكويت، فقد ذكر في نهاية مقاله التالي: "  وسّعتْ حادثة الكويت من دائرة معارفي خليجياً وبشكل لافت لم أتوقعه، سيما في إطار القناعات السياسية، ورُب ضارة نافع".. المصدر : اضغط هنا  

-أحد أسباب هجومه الحاد ولغته المنفعلة في بعض الأحيان على محمد بن زايد يعززه قرار دولة الإمارات منع دخوله إليها، بجانب اسباب "تراكمية"،  وزاد الطين بلّة هو توجه دولة الإمارات الرسمي لمحاربة جماعة الإخوان المسلمين ومن يحمل فكرهم، وكون ابن عتيبة من أنصار الأخوان- حسب ما تأكد لي من قرأتي لمقالاته- فهذا كفيل بأن يصب جام غضبه بطريقة "سياسية" ذكية على دولة الإمارات ك"حكومة". (وليس كشعب)، بجانب أسباب سياسية اخرى. (رابط لمقال للإطلاع يبرر هذا الإستنتاج: اضغط هنا

-إشادة الدكتور كساب العتيبي بسياسة السلطان قابوس سلطان عُمان دائما ما يلحق تلك الإشادة بـ"ذم" بما أسماه بـ"البقرة الحلوب"-كما يسميه د.كساب- في اشارة للشيخ محمد بن زايد. وهذا اسلوب ذكي جدا، فالسلطان قابوس معروف عنه الحكمة والحنكة السياسية المتفردة في العالم وليس في المنطقة فحسب، وهذا الأمر يسهل على ابن عتيبة أن يكسب متابعين ومتعاطفين له من سلطنة عمان التي تنأ بنفسها عن الخلافات السياسية عن القريب والبعيد، ولأنه حدثت قبل ثلاثة أعوام ما هو مُثار جدل بين عمان والإمارات في قضية ما عرفت بقضية تجسس سرعان ما خمد هذا الجدل بعد التوصل لحل بين البلدين بوساطة كويتية، ورجعت المياه لمجاريها، هذه النقطة التي دخل منها الدكتور كساب ليزيح ما في صدره من "شحنات سالبة" على محمد بن زايد. (ملاحظة: لست هنا في مقام إبداء الرأي في القضية بين البلدين الشقيقين).

-مجرد الحديث عن سلطنة عمان بتشعبات سياسية هو محل اهتمام شريحة كبيرة من الخليجين بصفة عامة وليس لسكان عمان فقط، ولأنه كما ذكرنا اعلاه عن السياسة الهادئة لسلطنة عمان فإنه من السهل أن تلقب الموازين عند المقارنة بأي شخصية سياسية اخرى وخاصة كمثل محمد بن زايد- والذي ربما شريحة كبيرة من شعب دول الخليج لا تتفق مع سياسته أو لا تختلف عن ما يشاع عنه من تدخلات غير مرغوب بها من قبل آخرين .(كمثال: ما يتناقل حول تدخل الإمارات  في مصر).

-تبدوا لي بأن شخصية الدكتور كساب العتيبي شخصية طموحة لدرجة فوق المتوسط إن لم تكن عالية الطموح، ومن أجل طموحه-السياسية والإجتماعي- يدرك أن عليه التواجد بأسمه في الخليج كسياسي، ولأن العم "جوجل" يقول يصنف كساب ضمن المعارضين لسياسة الحكومة السعودية فهذا يزيده إصرار على ان يبقى قوي الشخصية وحاضرا بقوة في أذهان المتابعين لـ"تويتر" الذي ينقلون أقواله المثيرة عبر "برودكاست" للواتساب.