لا تساهم في قتل اللغة العربية |
موقف1: في محل التسوق السريع..اسأل البائع بـ"عربيتي"
عن بضاعة ما.. يرد علي بـ"إنجليزيته" بلكنة هندية "what?"
احاول جاهدا أن اشرح له ما أريده ب"عربية
مكسرة"..
يكرر علي نفس الكلمة مصحوبة بهزة رأس تدل
على الإستفهام.. ثم يردف قائلا.." I
don't speak Arabic"
موقف2: في العيادة.. اشكو ألمي ووجع قلبي للطبيب.. ينظر إلي وعلامات الإستفهام
تحوم فوق رأسه.. "what do you say?!"
موقف 3 إلى 1000: في ماكدونالدز..كنتاكي.. المراكز والمجمعات والمحلات التجارية.. المجمعات
والمراكز الطبية للقطاع الخاص.. الشركات..الفنادق..المطاعم الفاخرة...الخ
موقف 1001 إلى 2000: فواتير الشراء، الضمان، كثير من العقود الداخلية، قوائم الطعام بكثير
من المطعم، الترجمات العربية للوائح الإرشادية...الخ
سؤال1: كعربي وفي بلادي..هل أنا مجبر على التحدث
بلغة غير العربية من أجل أن اشتري بضاعة أو اصف للطبيب ألمي أو أتعامل لأجل خدمة
ما ؟!
سؤال2: هل يعجز أصحاب الشركات والمحلات بمختلف
أنواعها وتخصصاتها من أن توظف شاب عربي عند واجهة المحلات أو في خدمة للزبائن؟!
سؤال3: لماذا لا تُجبر جهات الإختصاص
(البلديات مثلا) هذه المنافذ بإشتراط من يكون في خدمة الزبائن أن يجيد العربية -تحدثا-
على أقل تقدير، وأن تتم معاملاتها بالعربية بجانب الإنجليزية إذا ما كان ضروري؟!
تساؤلات كثيرة قد تمر على الكثير ولكن حتى القليل منهم لا يتحدثون عن
هذا الأمر الخطير، قد يقول البعض بأن اللغة الإنجليزية أصبحت الآن ضرورية ويجب أن
يتعلمها الصغير قبل الكبير، وهذا لا خلاف فيه لأنها أصبحت لغة عالمية، ولكن كيف
أصبحت عالمية؟؟ هل سألت نفسك هذا السؤال؟! هل من تلقاء نفسها انتشرت بهذا الحجم أو
أن هناك من يهتم ويخطط وبحزم وصرامة من أجل الحفاظ عليها ولتصل إلى ما وصلت إليه
الآن؟
ألم تسأل نفسك يوما: ما مصير لغتنا العربية بعد 150 إلى 200 عام
فقط؟!!، أكاد أجزم لو استمر الوضع هكذا فإن أفراد الأسرة الواحدة لن يستطيعوا أن
يحلوا أبسط خلافاتهم العائلية إلا بالتحدث بلغة غير العربية، وليس في هذا مبالغة
بل هو نتاج تراكمات لما يحدث الآن.
بل وصل الحال بنا أن قبل أسابيع أن نشرت أحد الشركات النفطية وتدعى
(شليم للنفط) في الصحف المحلية إعلان توظيف لعمانيين يشترط أن يجيد المتقدم للوظيفة
اللغة الهندية والإنجليزية!، لهذا الحال وصلنا بأن نشترط موظفينا العمانيين
العاملين في عمان أن يجيدوا الهندية والإنجليزية.. ولا عزاء للعربية.
لغتنا تتساقط أوراقها يوما بعد يوم بسبب تصرفاتنا جميعا، نعم كلنا
نتحمل خطأ هذا التصرف ونتائجه، التهاون في إضاعة حرف من عربيتنا سيهوي بنا جميعا
لقعر يصعب بعدها أن نقوم بعده.