الحلم هو أقصى الأمنيات
واعظمها، فماذا تحلم يا هذا؟! ما هي أكبر أمنياتك في الحياة؟، هل تحلم ببيت؟
سيارة؟ وظيفة مرموقة؟، أم تحلم بأملاك تدر عليك أمولا طائلة؟!
لدينا الكثير من الأحلام
المتباينة، لكن أكاد أجزم بأنكم ستتفهموا أن حلمي هو أن تتوفر شبكة جيدة وبسعر
في معقول لاستخدام شبكة المعلومات "الأنترنت".
قد يتساءل شخص يعيش في كوخ وسط أدخال افريقيا:
لماذا هو حلم بالنسبة لكم!؟
ببساطة، حلم.. لأن الإنترنت هو
الحياة، حلم.. لأن الهاتف بدون انترنت وشبكة جيدة لا يسوى شيء مها كانت قيمته، حلم..
لأننا في زمن الواتساب وتويتر والفيسبوك وسناب شات والانستجرام.
مهم لأن مخزوننا المعرفي هو "جوجل"،
وبدون انترنت لا معرفة لدينا، حلم.. لأننا في زمن نحتفظ بذكرياتنا وصورنا وأرشيف
حياتنا في "ساوند كلود" أو "جوجل بلس"، حلم.. لأننا في زمن
أصبح مرتبط بشكل كلي بالأنترنت، المعاملات الحكومية والتجارية، الشركات، دفع
فواتير الماء والكهرباء، حتى أن البعض يطلب طعامه عن طريق الانترنت.
بالأمس وأنا أقلب موجات الإذاعة عبر تطبيق الهاتف،
استمعت لجزء من برنامج عن الرقميات عبر اذاعة الشباب، يتحدث عن انترنت الأشياء،
تحدث ضيف البرنامج عن أشياء كثيرة منها استخدام الـ"واي فاي" في المنزل،
تشغل به الكاميرات، تبرمج الأجهزة الكهربائية عبر الانترنت، تشغل وتطفي المصابيح
بالأنترنت، وتطبخ ايضا عبر الأنترنت.
الحديث عن أهمية الأنترنت لا
يسعه مكان ولا زمان، والجميع يدرك ذلك، ولكن #ما_لا_تدركه_شركات_الاتصال لدينا أن جودة
شبكة البيانات سيئة لدرجة أنه قد تصيب البعض نوبات قلبية وارتفاع حاد في ضغط الدم،
#ما_لا_تدركه_شركات_الاتصال أنه حتى في العاصمة مسقط تكون الشبكة في أوقات كثيرة
في بعض المناطق سيئة لحد الغثيان، كما أن #ما_لا_تدركه_شركات_الاتصال بأنه من
الصعوبة مشاهدة مقطع من اليوتيوب دون تقطيع في أكثر من 70% من مساحة السلطنة، ورغم
ذلك، #ما_لا_تدركه_شركات_الاتصال بأن أسعار استخدام الأنترنت في السلطنة مبالغ
فيها لحد كبير مقارنة بالأسعار في دول العالم ومقارنة بجودة الخدمة ايضا.
#ما_لا_تدركه_شركات_الاتصال
بأن استراتيجية "عمان الرقمية" من الصعوبة أن تتحقق في ظل هذا التعثر في
تأمين شبكة جيدة للأنترنت ولجميع محافظات السلطنة.
قبل فترة قصيرة قالت وزارة النقل والاتصالات بأن هيئة تنظيم الاتصالات قد
وجهت ببدء العمل في طرح مناقصة لمشغل ثالث للاتصالات في السلطنة، ما يهمنا
كمواطنين ومستخدمين أن يكسر هذا المشغل الثالث أسعار وجودة خدمات الانترنت، أو أن
يحصر في تقديم هذه الخدمة فقط، وأن لا تكون مثل الشركة المتعثرة
"سماتل"، فرغم أن الحلم صعب، لكنه غير مستحيل، فساعدونا في أولي الاتصال
لتحقيق ولو جزء من حلمنا وحلم الاجيال القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق