يُقال بأن الشمس لا تحجب بغربال إلا أنه وإلى
الآن هناك من يتساءل متعجباً وخاصة من أخواننا العرب عن كمية الحب ومداه في قلوب
العمانيين الذي يكنوه للسلطان قابوس، فقد قرأت بالأمس تعليقا لمغرد مصري يتساءل عن
سبب هذا الحب، ورغم أن هذا السؤال قد تعرضت له سابقاً من قِبل أحد الأصدقاء
العراقيين، فالجواب بإختصار:
-الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن يُجبر
عليه أي إنسان إلا بإقتناعه بقدر الطرف الآخر، وهذا لا يأتي من فراغ بل نتيجة
تراكمية لمواقف وسنوات من الإحترام المتبادل، وهذا ما حدث؛ فما شغف السلطان قابوس
قلوب العمانيين إلا لأنه أحبهم وأحبوه وعشق تراب هذا الوطن، فضحى بحياته الشخصية
من أجلهم وأجل عمان، فمنذ أول يوم استلم فيه السلطان مقاليد الحكم وعد العمانيين
بأن يعيشوا سعداء، فأوفى بوعده، ونقل البلاد من حقبة الظلام والتخلف إلى مدى النور
والتطور في غضون سنواتٍ معدودة.
-السلطان قابوس إنسانٌ لا يحقد ولا يكره، فكل
سنوات مسيرته عنوانها "عفا الله عما سلف"، لا يمكن أن نحصي حالات العفو
التي أمر بها منذ عهد النهضة عام 1970م، أشخاص تصل عقوبتهم للإعدام وبعفو منه وصفح
أصبحوا طلقاء، وخصوم آخرين حملوا السلاح وعفى عنهم وانخرطوا يعملون في مختلف أجهزة
الحكومة، وهناك من وصل لمناصب رفيعة، لا يمكن لإنسان أن يعفوا عن شخص تطاول عليه وحمل
السلاح في وجهه إلا صاحب قلب رحيم، ومثل هذا الإنسان لا يمكن إلا أن تنحني حباً
له.
-يقول "جون ماكسويل" وهو خبير
عالمي في فن القيادة وكاتب مخضرم بأن "أفضل القادة هو المستمع الجيد"،
والسلطان قابوس يقدم اذنه لشعبه قبل كل شيء، يستمع جيدا لهم، وهناك عشرات الصور
التي توثق طريقة استماع السلطان قابوس لشعبه في جولاته السامية، يستمع جيداً ثم
يقرر، ولعل أبرز ما يمكن أن نذكره في هذا المجال هو استماع جلالته لمطالب الشباب
عام 2011م، فلبى جميع مطالبهم المشروعة والمعقولة، وهناك الكثير من الأمثلة التي
يمكن أن نفرد لها قراءات مستقلة ومفصلة.
يقال بأن "الحب سلطان"، وفي عمان
نقول بأن "الحب قابوس"، في الصورة المرفقة تظهر كل تجليات الحب في نظرة
للسلطان لشعبه، نظرة حب ومودة وعطف وأبوة، نظرة الأب الحنون لأبنائه، فلا عجب أن
يبادله شعبه بكل أطيافهم وأعمارهم هذا الحب.
حكاية نفر 16 نوفمبر2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق