في لحظةٍ ما قد تتسلل بعضً من خيوط الشك الرفيعة الناتجة عن تساؤلات –تعتقد
بأنها
منطقية- طريقها في نفسك.
تلك الخيوط الرفيعة قد تتحول لحبال تلف عنق إيمانك وتزعزعه عن مكانه، في الغالب يحدث ذلك حتى لمن كان يعتقد بأنه قوي الإيمان، فما بلك بشخص تراوده الشكوك بين حينٍ وآخر، خيوط الشك والتساؤلات تلف على نفسك حتى تكاد تغرق إن لم تقاوم بالبحث عن طوق معرفة ينجيك من الغرق
أو من الاهتزاز على أقل تقدير.
هذا ما كنت عليه قبل أن يهيئ لي الله الأسباب بأن يقع بين يدي كتاب
"حوار مع صديقي الملحد"
للبروفيسور الدكتور مصطفى محمود، وذلك على يد صديقة لا يقل جمال ثقافتها عن جمال ابتسامتها، ولأول مرة أعيد قراءة
كتاب مرتين متتاليتين وبكل تمعن وبطئ حتى استوعب كل حجة أوردها الكاتب رداً
على تساؤلات صديقه الافتراضي الملحد.
ولعل أبرز ما يمكن قوله عن الكتاب-كانطباع شخصي- هو:
**حاول الكاتب مصطفى محمود الإجابة على أغلب التساؤلات التي تدور ذهن كثير من الشباب، كمسألة الوجود والدين والحساب والقرآن، وهي تساؤلات
يمكن أن نسميها "الإطار الخارجي" للإيمان.
**طريقة معالجة تلك التساؤلات كانت بطريقة منطقية عقلانية، وهذا ما يميز هذا الكتاب عن كثير من الكتب والمقالات في ذات المجال، فهو لا يقصي الآخر ولا يكفره كما يفعل البعض، بل حاول جاهداً مخاطبة العقل والمنطق البشري.
**كون الكاتب هو طبيب فقد كان كثيرا ما يستدل بالحقائق العلمية
"الحقيقية"
وليس مجرد كلام إنشائي
أو عاطفي،
لذا فحديثه أقرب للإقناع.
الكتاب يقع في (160)
صفحة من الحجم المتوسط، ومن أبرز عناوينه:
"إذا كان الله قدر عليّ أفعالي فلماذا يحاسبني؟"
و"ما ذنب الذي لم يصله القرآن؟"
و"الجنة والنار"
و"هل مناسك الحج وثنية؟"، ولماذا لا يكون القرآن من تأليف محمد؟"، وغيرها من العناوين بلغت نحو (20)
عنواناً
طرحها بطريقة منطقية متجرداً من الاندفاع والعاطفة لحدٍ مناسب. لهذا أنصح بقراءته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق