كلما حاولت أن أحسّن الصورة السيئة المرسومة
لديّ عن المثقفين العمانيين أو المحسوبين عليهم وكانت الظروف ملاءمة لذلك إلا
ويحدث ما يعمق شرخ الصورة. يظهر ذلك الشرخ في أبسط احتكاك بين المثقفين، فالتراشق الكلامي
أصبح سمة من سمات المثقف العماني مع نظيره للأسف.
جمعية الكتاب والأدباء العمانية والتي يفترض
أنها تعكس المشهد الثقافي في السلطنة أعلنت قبل أيام قليلة عن امسية تأبين للمدون
ولعضو الجمعية سابقا الكاتب علي الزويدي-رحمه الله، وأعلنت قائمة المشاركين في
التأبين.
بالأمس نشر الإعلامي سليمان المعمري على
صفحته بالفيسبوك منشورا لا يخلوا فيه من اللمز والغمز، يقول فيه (القسم الخاص بجمعية الكتاب يرفض مشاركة الكاتب
سعيد الهاشمي في تأبين المرحوم علي الزويدي )
الصحفي عاصم الشيدي يتحسس ريشته ويرد على
سليمان على انه يقصده بـ"موظف القسم الخاص"، وتأسف على ما نشره سليمان،
وقال بأن كلمة "موظف القسم الخاص" قد آلمته كثير وجرحته"!
سليمان يرد على عاصم ويقول بأن المقصود هو
شخص آخر وليس عاصم، ثم يسترسل في رده بعبارات لا تخلوا من المعاتبة على العاملين
والمتطوعين في الجمعية.
حبيبة الهنائي هي الأخرى تبدي
"زعلها" من عدم وجود اسم الكاتب سعيد الهاشمي في قائمة التأبين وتعلن
مقاطعتها للجلسة، ثم تقوم بنشر فيديو تظهر فيه وهي تلقي الكلمة التي كتبها سعيد
الهاشمي في تأبين الزويدي وذلك قبل الأمسية.
وأضاف سليمان المعمري برد نسبه لسعيد الهاشمي
قال بأن الأخير أرسله لرئيس الجمعية خميس العدوي يبدي امتعاضه من عدم ابلاغه باستبعاده
قبل الإعلان النهائي عن المشاركين.
أحد المحسوبين على فئة المثقفني وصف استبعاد
سعيد الهاشمي من الفعالية بكلمة "خنث"، ثم عاد وحذف مشاركته.
جمعية الكتاب ترد ببيان توضح فيه ملابسات عدم
ادراج اسم سعيد الهاشمي ضمن الفعالية وتقول بأن سعيد أوضح لهم بأنه خارج السلطنة
لذا تم صرف النظر عن مشاركته.
وكل هذه المهاترات والتي لا تزال مستمرة بين
المحسوبين على المشهد الثقافي العماني، في حين أن المرحوم علي الزويدي بإنتظار دعوة صادقة منهم وهو ينام في مثواه الأخير.
هذه نموذج واحد فقط من ترهل العلاقات بين
المثقفين العمانيين والتي لابد من النظر بجدية في إعادة ترميمها وبناء ثقة متبادلة
عوضا عن لغة التخوين والتشكيك ونظرية المؤامرة.
بيان جمعية الكتاب والأدباء التوضيحي |
المنشور الذي تطاير منه التراشق |