|
مشهد من مسلسل ملح وسكر |
|
المخرج يوسف البلوشي |
|
الكاتب السيناريست محمود عبيد الحسني |
|
منشور الاستاذ انيس الحبيب المدير بقطاع الإنتاج بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون |
في شهر رمضان من كل سنة تُصبح وتُمسي
"الدراما العمانية" محل أخذ وعطاء، ونقاش يصل لمرحلة "الحاد"،
يتزامن مع تصريحات ومراشقات فنية صحفية على
المستوى المحلي ، لكن يبدو أن المائدة الدرامية لهذه السنة بها من السخونة
والملوحة ما قدّم من تلك الحالة شهراً كاملاً، حيث بدأت فعلياً تلك المناوشات
الكلامية بين المشتغلين على الإنتاج الدرامي والتلفزيوني.
موضوع تلك المناوشات تتمحور حول قيام قطاع
الإنتاج الدرامي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بإبلاغ مخرج المسلسل الدارمي
"ملح وسكر" وهو المخرج المعروف يوسف البلوشي مدير شركة الكهف الأزرق
للإنتاج الفني والإعلامي، بأن التلفزيون يعتذر عن قبول العمل، ولن يتم شراؤه أو
دفع مبلغ الشراء، وهذا يعني بطريقة مباشرة أن اوقفوا تصوير العمل الذي وصل لنهايته
فلن نعرضه على الشاشة.
المسلسل من كتابة السيناريست العماني المشهور
في هذا المجال محمود عبيد، ويشارك في المسلسل نجوم من دول الخليج بجانب النجوم
العمانيين المعروفين مثل صالح زعل وسعود الدرمكي وأمينة عبدالرسول واحمد البلوشي
ووفاء البلوشي وعدد من الوجوه الصاعدة. وهو مسلسل كوميدي يتكون من ثلاثين حلقة (متصل
منفصل).
قد تتساءل أخي القاريء؛ من الذي اوقف العمل
طالما يحمل كل هذه الأسماء الكبيرة "محلياً"؟!، والأهم ما هو السبب؟!،
يجيب على هذا مدير قطاع الانتاج الدرامي
الاستاذ أنيس الحبيب، حيث يقول بالحرف الواحد في صفحته بالفيسبوك:" أود توضيح أن الهيئة
لم (توقف) تصوير أي عمل درامي تلفزيوني وذلك لأنها لم تسند تنفيذ مسلسل أو تمثيلية
لأي شركة إنتاج خاصة حتى الآن، ولكن تم الاعتذار للشركة المنتجة عن شراء العمل حاليا..
وهناك فرق بين إسناد عمل لشركة إنتاج كمنتج منفذ وبين شراء عمل من إنتاج شركة خاصة.
وجاء الاعتذار بسبب عدم التزام الشركة بالشروط والملاحظات التي أعطيت لها وعدم تحقيقها
لمعايير الجودة الفنية والموضوعية التي تنشدها الهيئة، وكذلك تقديرا للأسماء الكبيرة
المشاركة بالعمل وعدم رغبة الهيئة إظهارهم بشكل لا يليق بهم على الشاشة."
وبموضوعية وحيادية أقول أن كلام أنيس الحبيب
به بعض التناقض والإرتباك، حيث يقول أن الهيئة (لم تسند تنفيذ مسلسل..) ، ثم يقول
(تم الإعتذار للشركة المنتجة عن شراء العمل حاليا)، ثم يظهر التناقض بقوله (بسبب عدم التزام
الشركة بالشروط والملاحظات التي أعطيت لها)، ويزيد الطين بٍلّة بقوله: (وكذلك تقديرا للأسماء
الكبيرة المشاركة بالعمل وعدم رغبة الهيئة إظهارهم بشكل لا يليق بهم على الشاشة.)، فكيف يستقيم أن الهيئة لم تسند ولم تشتري
ثم تحاسب المخرج على عدم الإلتزام بالشروط والملاحظات التي اعطيت لها؟! طالما لم
تكن هناك علاقة أو وعد بالشراء!، فعلى أي أساس تم اعطى الشركة المنتجة الملاحظات!!
وبأي حق؟!، ثم ما علاقة التبرير الأخير الذي تقول فيه (وعدم رغبة الهيئة
إظهارهم بشكل لا يليق بهم على الشاشة) طالما أن العمل لم يتم مناقشته معكم ولا
علاقة لكم به؟!، وأنتم فعلياً تقومون بإيقاف عملهم!؟!
وعند الحديث عن الأسماء المشاركة؛ اتساءل ما
هي المؤهلات التي يمتلكها مدير قطاع الإنتاج الدرامي حتى يقيّم نصاً درامياً من
تأليف أشهر سيناريست درامي في السلطنة ألا وهو الكاتب محمود عبيد؟!، من يقيّم من
هنا؟!
وكذلك عند الحديث عن الأسماء؛ ما هي مؤهلات
"المعتذر" عن قبول عمل درامي فيه عمالقة الشاشة المحلية مثل صالح زعل
وسعود الدرمكي وأمينة عبدالرسول؟!
وعند الحيث عن الأسماء؛ ما هي السيرة الفنية
التي يقيّم على أساسها المخرج السينوغرافي يوسف البلوشي الحاصد على جوائز كثيرة
على مستوى الوطن العربي كمخرج، كما حصد على جوائز في الإخراج على مستوى دول الخليج
وعلى مستوى السلطنة!
واتساءل؛ لماذا يضع المسؤولين بقطاع الإنتاج الدرامي انفسهم في موقع الإحراج، لأن التلفزيون بالتأكيد سيعرض عدد من الأعمال خلال شهر رمضان ومنهما أعمال محلية، فهل يضمنوا ان تكون احسن وأفضل من مستوى الإنتاج الدرامي في السنوات الماضية؟!، لأنهم حالياً ستوجه لهم سهام النقد بشدة عندما لا يلبي المعروض مستوى الطموح "الغير عالي".
بالتأكيد لا نقلل من كفاءة أي مسؤول في
الهيئة، بما فيهم الإستاذ أنيس الحبيب الذي مارس الإخراج في أعمال درامية كثيرة،
لكن عدم اتفاقك مع مشهد أو مشهدين او حتى حلقة بأكملها لا يعني أن يتم نسف عمل
كامل ، فالإختلاف في وجهات النظر وخاصة في الأمور الفنية أمر وارد وطبيعي، وربما
يدرك أهل الفن كم هي تكاليف الإنتاج باهضة، فيكيفي أجور الفنانين وخاصة أن عدد
كبير منهم ضمن القائمة الخاصة والقائمة (أ)، بجانب عقود العمل للفنانين وللطاقم
الفني.
لا أتوقع أن يمر إيقاف تصوير مسلسل "ملح
وسكر" مرور الكرام على معالي رئيس الهيئة الدكتور عبدالله الحراصي، فالرجل
يقدّر الفن وأهله حق قدرهم، والمؤشرات الأولية تبشّر بحل الموضوع وذلك بحذف المشاهد
التي يعترض عليها قطاع الإنتاح الفني أو تعديلها. وليكون الحل بمثابة السكر لجميع
الأطراف.
حكاية نفر 5 مايو2017م