سهلت سلطنة عمان إجراءات الزواج من الخارج
لمواطنيها لدرجة أن المواطن العماني أصبح لا يحتاج لتصريح زواج من الجهات المختصة،
ويكتفى بعقد الزواج أو تصديقه إذا كان صادراً من الخارج.
هذه الخطوة فيها من الإيجابيات الكثير ومنها
تسهيل وتذليل الصعاب على الكثير ممن لا سبيل لزواجهم إلا من الخارج لأسبابهم الاجتماعية
والصحية وغيرها.
إلاّ أن لهذه الزيجات عواقب وخيمة على
المجتمع، عواقب اجتماعية وأخلاقية وثقافية ودينية، تصل حتى لحدوث تغيير في بُنية
المجتمع وتماسكه، وانشراخ الصورة النمطية عن المجتمع العماني أو الخليجي بصفة عامة،
مع التأكيد أن هذا ليس تعميماً على جميع الزيجات وإنما على نسبة ليست بالقليلة
وهذه النسبة للأسف سيكون تأثيرها السلبي أقوى.
لنتحدث بصراحة أكثر وضوحاً، في أي بيت يتأثر
الأبناء بتربية أمهاتهم أكثر من تربية الأب، فإذا كانت الأم صالحة فالأغلب سيكون أبناءها
وبناتها صالحون، ولإصلاح هنا ليس للأفعال وحسب وإنما للتغاضي أو التستر أو السماح
لأفعال ليس لها في سلطنة عمان أو دول الخليج قبولا، ومنها خروج الفتيات للشاليهات
مع اصدقائها من الجنسين أو خروجها من "حبيبها" أو صديقها وارتيادها
النوادي الليلية ومقاهي الشيشة والحفلات المغلقة والسهر لآخر الليالي، مع الظهور
بالملابس الغير محتشمة وإظهار المفاتن وغيرها.
هذه الوقائع موجودة حالياً لكن ربما لا يمكن
وصفها بـ"الظاهرة"، ولتصل لمستوى الظاهرة خيط بسيط، ومن المتوقع أن تصل
وكأنها حالة طبيعية في المجتمع مع التوجه للزواج من الخارج واستيراد هذه الثقافة
عبر هذه الزيجات أو ما ينتج عن هذه الزيجات.
وهنا سأذكر مثلاً من الواقع المعاش، حيث تزوج
أحد الرجال المعروفين في قريتنا بالهيبة والوقار منذ سنين طويلة بامرأة من دولة
عربية، وبعد أن انجب منها أربعة من الأبناء (ولدين وبنتين) وقع خلاف بينهما ثم
الطلاق، ولأن البنات في سن صغيرة فقد حصلت هذه المرأة العربية على حضانة البنات،
وبقي الأولاد مع أبيهم، ورغم حصول المرأة على الجنسية العمانية إلا أنها سافرت لبلدها
واستقرت فيها وبرفقتها البنتين، فعاشت هناك حياتها كما تريد، من نادي ليلي لآخر،
ثم التحقت بها بناتها على نفس النهج عملياً وفكرياً، حيث لا ينظرن إلى العلاقات
المحرمة أنها علاقات طبيعية، والارتماء من حضن لآخر أمر طبيعي، وأن اللبس القصير
حرية، واحتساء المشروبات الكحولية حرية شخصية، فلك أن تتخيل كيف ستربي هذه الأفكار
الأجيال القادمة؟!، بينما الأخوة على النقيض تماماً، حيث عُرف عنهم الإلتزام الديني والأخلاقي والسنع العماني الأصيل كونهم تربوا في كنف العائلة العمانية المحافظة.
ختاماً، هذا ليس تخويفاً، فالحرائر المحصنات
الحافظات لأنفسهن ولعرضهن كثر، ولمن ينوي بالزواج من الخارج فكر في مستقبل ابناءك،
واختار الأم الصالحة التي ستصنع لك السعادة بصلاحها وصلاح تربيتها لأولادك وبناتك.
حكاية نفر 28 مايو2024