كنت على وشك أن اكتب رأيي الشخصي فيما يتداول عن استدعاء المواطن علي المعشني على خلفية مخالفته القانونية والشرعية لقرار رؤية هلال ذي الحجة وإقامة صلاة العيد في يوم غير موعدها وخطبته للناس وتحريضه وتأليبهم على الدولة، ولكن وقع بين يدي مقالاً للكاتب الحبيب سالم المشهور، فرأيت أن لا إضافة لديّ فوق ما كتب وأوجز، وهذا نص ما كتبه عبر حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي:
|
الحبيب سالم المشهور |
("في أي سماء نبحثُ عن هلالنا؟!" للكاتب الحبيب سالم المشهور:
"على هامش بعض الجدل المتكرر حول هلال ذي الحجة، أجدُ نفسي مضطرا إلى كتابة هذه النقاط السريعة:
أولاً: من المؤسف أن بعضنا ينطلق في النقاش حول هذه المسألة من أهواء أو انطباعات ما أنزل الله بها من سلطان، في حين أن الواجب علينا شرعيا وعقليا أن نحتكم في هذه المسألة الدينية إلى الفقهاء المختصين، لا أن نتكلم بلا مرجعية من الكتاب والسنة، وكأن المسائل الفقهية هي بالرأي المحض وأشبه بأحاديثنا في المقاهي!
ثانياً: مسألة الأهلة قد تكفلت المدارس الفقهية ببيانها، ومشهور رأي الفقهاء فيها ينحصر في رأيين: اختلاف المطالع، والرأي الثاني وحدة المطالع، وبكلٍّ أخذ فريق من العلماء.
ثالثاً: يحاول البعض ترويج مقولات لا أساس لها من الفقه فيما يتعلق بدخول الأهلة، فهناك من يتحدث عن وجود اختلاف بين هلال رمضان وهلال ذي الحجة، فيدعي أن في رمضان بإمكاننا الأخذ باختلاف المطالع، وفي ذي الحجة يتعين توحيد المطالع!! وهذا رأي لا وجود له في تاريخ الفقه كله ولا ينتمي أبدا إلى قول إمامٍ معتبرٍ من أئمة الفقه المعتبرين.
والأغرب من هذا أن هناك من ادعى وجود رأي فقهي معتبر يوجب اعتماد (تقويم أم القرى) في الاستهلال لكل الشهور أو لهلال ذي الحجة، وهذا أيضاً رأي لا أصل له ولا يستند على أدلة نصية من الكتاب والسنة، بل إن أكبر فقهاء المملكة وهو المرحوم الشيخ ابن باز سُئل عن هذا فأنكره وفتواه موجودة في موقعه الرسمي، وكبار فقهاء المملكة على هذا.
رابعاً: هناك من يُدندن حول أن الخليج أو الجزيرة العربية مطلع واحد، وأتمنى أن يفيدني هؤلاء بمصدر معتبر ذكر هذا، بل وجدتُ ابن باز رحمه الله يُمثل على اختلاف المطالع بالرياض ومكة وهذا مذكور في موقعه الرسمي، فالخليج أو الجزيرة العربية ليس مطلعا واحدا.
خامسا: مذهب عامة أهل ظفار الفقهي هو المذهب الشافعي، والإمام الشافعي يعتمد تعدد المطالع، وعلى ضوء هذا الرأي نجد المسلمين في أندونيسيا أكبر بلد إسلامي وفي ماليزيا وغيرها من الدول الإسلامية قد يحصل أن يكون عيدهم في ذي الحجة مختلفا عن مكة المكرمة ولا يُثير هذا أي حساسية أو استياء.
سادساً: إذا كان بعض أحبتنا هؤلاء يميل إلى قول بعض مشايخ السلفية في وحدة المطالع، فإننا نقول لهم: إن نفس هؤلاء المشايخ ذهبوا إلى أن ولي الأمر يرفع الخلاف وأكدوا على رفض مخالفة النظام العام أو تفريق الناس في الأعياد، فلا أدري والله على ماذا يُعوّل من يُشكك الناس في أمر دينها!
سابعاً: هناك فرق كبير جدا بين العبادة الشخصية وبين الشعائر العامة كالأعياد، فالعبادة الشخصية تعود إلى الفرد نفسه، أما الأعياد وشعائر الأمة، فتنظيمها يعود إلى الدولة، ومن الخطأ الكبير تقسيم مجتمع صغير وإرباك الناس في أعيادها، أو هز ثقتهم في المؤسسات الرسمية المتولية لهذا الأمر.
ثامناً: هل غاب عن هؤلاء أن الشهر قد يغم على أهل المملكة ونراه نحن أو غيرنا، ففي هذه الحالة هل علينا أن نلغي رؤيتنا لكي نوافقهم؟! فقد تتعذر الرؤية في المملكة ويراها غيرهم في بلدان أخرى ففي هذه الحالة، ما العمل؟!
وأخيراً: أقول لبعض الأصوات الشاذة التي تُضمر الشر لهذا الوطن العزيز، لن تستطيعوا أن تضربوا لُحمتنا الوطنية، ولدينا القدرة إن شاء الله على حل مشاكلنا بروح ملؤها الحب، وعُمان مسجدنا الكبير، وهلالنا عُماني!
أسأل الله تعالى أن يُفقهنا في الدين، وأن يُديم علينا الأمن والأمان والوئام وأن يرزقنا البصيرة في ديننا.").
.
انتهى كلامه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق