الخميس، 29 يناير 2015

معاوية الرواحي: "الغضب" دفعني للتهديد بالقتل، وأريد من حسين تعهدا أدبيا لا أكثر

معاوية الرواحي: لا أطالب حسين بأكثر من "تعهد أدبي"

التهديد يقلقني أكثر من الجميع، وسأحتاج وقتا لفهمه

 في النت يدعون الحرية وفي الواقع يدعون التزمت

المدون معاوية الرواحي
الطبيب والكاتب حسين العبري



استكمالا لحوار سابق مع المدون والكاتب معاوية الرواحي، ادرج الجزء الثاني من الحوار التدويني، حيث يتحدث فيه معاوية المهذون عن خلفيات تهديده العلني بقتل الطبيب والكاتب حسين العبري، معاوية صعّد تهديده بلهجة غير مألوفة محليا على مستوى شبكات التواصل الإجتماعي.
كما يتطرق معاوية في حديثه عن تأثير وتأثر الرأي العام العماني بما يتداول عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأشياء اخرى.

حوار-حكاية نفر:

 -معاوية، ما الدوافع التي تنطلق منها لتنشر تهديدا علنيا بقتل الدكتور حسين العبري؟

الدافع الرئيسي هو الغضب، حاولت لعام كامل أن أراه ولكنه يهرب من كل مواجهة، والأمر الآخر قلت للجميع أريد تعهدا أدبيا لا أكثر، فقط أن يبتعد [بالقبح] الذي في قلبه تجاهي عن الأدب.
كنت غاضبا بشدة على أشياء هو كتبها، أقول للجميع انظر كيف كتبت عن حسين في كتبي، بكل خير، وتحدثت عنه بإنصاف وحب. حسين بدأ بالكتابة عني وأنا في زنزانة السجن وكتب مقالا آذاني اجتماعيا بشدة، لم يكفه ذلك نشره في كتاب، لم يكفه ذلك كتب رواية بشعة للغاية وحاول أن يجد مشروعية نشرها عن طريق أصدقاء له ولي في الواقع. أتحدى الجميع يجد لي أنني كتبت حرفا عن حسين قبل أن يكتب عني بذلك الشكل القبيح. ما يهمني في الموضوع أكثر من حقي الطبي، وحقي في أن يبتعد عني ولا يكتب عني، هو الطمأنينة بأن صديقا سابقا وطبيبا وأستاذا في الحياة والكتابة، أصبح ملوثا بقبح لا تفهمه، قبح ظهر في النسخة الأصلية من الرواية، الجميع لديه الآن النسخة المعدلة، هناك نسخة قبلها أفدح بكثير، الكل يتوقع أنني أريد إيذاء حسين، أريد أن أوصل له رسالة حاسمة أنه هتك الصداقة والكتابة وهما مجالان طاهران، لم أكتب حرفا عن خصوصيات حسين وحياته، حرف واحد، نعم شتمته .. ولكن أنت تلاحظ ذلك الغضب لعام كامل وفي النهاية انفجرت وفعلت شيئا أنا بنفسي صدمت منه. التهديد بالقتل !!! يا إلهي، الموضوع يقلقني أنا أكثر من الجميع، وسأحتاج وقتا لفهمه.

-التهديد بإستخدام السلاح وقتل إنسان وتسميته فعل يجرمه القانون، ألا تعتقد بأنك ترتكب خطأ في سبيل معالجة ما تعتقد بأنه خطأ؟

الأمر في الواقع مختلف وبشع، وكلانا حسين أو أنا يم يكتب عنه، هذا شيء جميل ربما. ما بقي من الوفاء للأيام الجميلة. الآن هناك مصالحة ثقافية قد تتم، طلبي بسيط، تعهد [أدبي] من حسين ألا يكتب عني، وسأقول له السبب أنه لم ير كمية الحقد التي كتب بها تجاهي، وكيف أن تفاصيل بعضها وهمي هو يعتقد أنه حدث بحجة أنني فقدت ثقتي به بعد سلوكيات منه صارت عبر السنوات مزعجة لي ولغيري. كتبت اعتذاري عن ذلك التهديد، مهما كان التهديد بالقتل ليس من الإنسانية قبل أن يكون جريمة. وإلى أن أفهم نفسي ما أحدث لا أريد سوى هذا التعهد الذي يهرب منه حسين منذ عام كامل، إنه يخطط لكتابة كتاب جديد، أعرفه جيدا، ولذلك أستبق كل شيء قبل أن قبحا جديدا من صديق سابق، وطبيب سابق.




-بعيدا عن موضوع التهديد، دعنا نتطرق لأمور التدوين الإجتماعي، بين فترة وآخرى تظهر ما يشبه "الظواهر الإلكترونية" وتكون محل جدل إلكتروني.. كيف يمكن للمدون أن يفند صالحها من طالحها للمجتمع؟

ضمن أهم مهمات المدون الفردية حماية الآخرين. يحدث ذلك بعدما يشكل اطلاعا حول الطرق التي يمكن للإنسان أن يخطئ فيها في الإعلام البديل ومواقع التواصل، السبب الرئيسي هو غياب فكرة الخصوصية عن المجتمع، حتى لو قام الفيس بوك بإنشاء عشرات القوانين، ما دام هناك من يصدق الغرباء، فمن واجب المدون دائما أن يذكر الآخرين، يذكر قراءه و زملاءه في النت أن هذا المكان ليس صديقا دائما، وأنه يجب عليك أن تتعلم حماية ذاتك.

-يقول مختصون في عالم الشبكة العنكبوتية أن مواقع التواصل الإجتماعي تجاوزت كونها "إفتراضية"، فقد أصبحت تمس الحياة الواقعية ويوميات الإنسان. يستغلها بعض ضعاف النفوس لأعمال الإحتيال والنصب والإبتزاز، وظهرت العديد من القضايا في هذا المجال وخاصة "إبتزاز الفتيات" بعد الإحتيال عليهم وتغريرهن.. كما أن إحدى المغردات اطلقت هيشتاج في هذا الخصوص، فكيف يمكن تجنب الوقوع في مثل هذه الأعمال؟ وما الأساليب التي يستخدمها المبتزون للوصول لغايتهم؟

الابتزاز في النت يبدأ من أشياء بسيطة، من الهاتف عادة. الواتساب مثلا وهو برنامج تابع للنت وليس لشركات الاتصالات، يبدأ من فتيات يبتززن رجلا متزوجا بإرسال نسخة من حواراته، أو من حسابه المخترق إلى زوجته، والعكس صحيح، يقوم أحيانا مخترقون [هاكرز] صغار السن بابتزاز متزوجات بسبب اختراق الحساب وامتلاكهم صورا. الطريقة تتطور مع زيادة قذارة المبتز، والذي لا يعرفه كثيرون أن هؤلاء المتجسسون هم أوسخ فئة أمام القانون الدولة، ودولهم تتعاون بسهولة بالغة مع أي نظام قانوني، هؤلاء هم كلاب الخطيئة ولا أحد يرحمهم هاشتاج #إحذري_الابتزاز_الإلكتروني، كان تصرفا رائعا للغاية من صاحبة الحملة، حملة نسائية جميلة. لماذا نفكر دائما في الوقاية؟ ماذا عن الضحايا؟؟ هل تعرف كم فتاة تعيش لعنة منذ سنوات مع مبتز حقير؟؟ من هناك نبدأ العَمل، من الضحايا.

-حاليا تنشط بحساب "حديقة العطور" فهل تعتقد أن بمقدور الشاب العماني استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لكسب رزقه أو إيجاد مصدر دخل ثاني بإستغلال هذه المواقع؟

حديقة العطر حساب لعمل تجاري بسيط أقوم به، يعتمد على منتجات لطيفة وهي محاولة لي للحفاظ على تفرغي للكتابة وللقراءة وللدراسة وللموسيقى وللتعليم، وبحمد الله التجربة ماشية، وما زلت أتعلم منها الجديد في كل ثانية.

- تعج مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الأخرى بحسابات تعمل بما يشبه "الخطابة"، حيث تقول هذه الحسابات أنها تعمل على استقبال طلبات الزواج من الجنسين مع التفاصيل الأساسية للمتقدم وللشريك الإفتراضي، مع طلب بعض المواقع لصور الفتيات، فهل يمكن أن تكون هذه المواقع شكلا من مواقع الإحتيال؟ وكيف؟

هذا هو الشيء الذي جعلني أغضب، مهما اعتقدت [أنك آمن أو أمين] كيف يسمح حساب هذه الخطابة لنفسه أن [يسحب] معلومات شخصية وحقيقية؟؟ هذا ما ألاحظه في الجيل الجديد من الكتاب الجدد ومن المثقفين الجدد الصغار، الموضوع ليس أنك تشوف نفسك [ثقة]، ولكن لو سرق الحساب، ولو سرقه هاكر صغير لا يعرف كيف يحافظ على جهازه، ولو اخترق جهاز هذا الهاكر، الموضوع ليس له علاقة بالاحتمالي فقط، ولكن الحتمي، أن تلك المعلومات التي لديك قد تودي بغيرك إلى مشاكل، صديق عزيز أكد لي أنها عمانية وأنه يعرفها، وهذا طمأنني، وبعدما أغلقت حسابها، واعتذرت، شعرت بالكثير من الهدوء. كان لا بد لي أن أتحرك والسبب أن كثيرين يعتقدون [بسبب لغة حساب الخطابة الساخر] أنه أحد حساباتي بأسماء مستعارة.
أستغل هذه الفرصة لأوضح للجميع، حساباتي المستعارة كلها لا تلتقي في صديق معي في الواقع، هذا ليس من شيم الخصوصية. كلها عبارة عن حسابات استكشافية ومعظمها بالإنجليزية، حساب باسم ممرضة في عمان، وحساب باسم متزلج، وحساب باسم سائق سباقات مبتدئ. كنت أعتقد أن فكرة الحساب هكذا حتى فوجئت بأن هناك من تواصل معي وأخبرني عن ما تفعله هذه الفتاة، لعلها كانت حسن الظن، ولكنها وقعت في خطأ كبير.


-هل تعتقد أن الحملات الشعبية الإلكترونية- وإن كانت غير منظمة- هي رديفة للمظاهرات الميدانية؟

هذا القلق الذي لدي. نفس المشهد الذي رأيته 2011 يتكرر، وأنا فعلا قلق. النت لا يبدأ مظاهرات، هذه معلومة وهمية، والنت ليس محرضا. عندما يقرر الشارع النزول للشارع [ينزل للنت أولا] أتمنى أن الصورة وضحت. الحملات الشعبية هذه صعب تسميها حملات كليا والسبب أنها فورات رأي عام، انفجارات، كما كتبت أنت عزيزي حكاية نفر. لا أحد يعرف القادم. لدي قلق أن فئة التجار هي التي سوف تؤجج الشارع هذه المرة، المثقفون خارجون من السجون، والإسلاميون أثبتوا أنهم اختاروا الوطن أولا، هذا القلق يتزايد في قلبي، وأشعر بتشاؤم سيء.


- بناءا على خبرتك في هذا المجال، هل الرأي العام العماني الإلكتروني "عاطفي" وينجر بسهولة وراء التوجيه المتعمد؟

الرأي العام العُماني الإلكتروني كان [يسمى كذلك] لأنه كان ظاهرة كتابية. بعد أن دخل الفيس بوك الهواتف، الآن لدينا ظاهرة عجيبة في عُمان. رأي عام [حر نسبيا]، الناس أكثر حرية في النت ولكن للأسف حرية [شكلية] ما يزال يمارس التزلف للمجتمع بطريقة نتيّة حاليا. في النت يدعون الحرية وفي الواقع يدعون التزمت، لا أقول كل العُمانيين طبعا، ولكن الأجيال الجديدة تثير دهشتي واستغرابي وأحيانا تشاؤمي. الراي العام العُماني حاليا عاطفي لأن والد العُمانيين يقاتل الزمن بعيدا، العُماني خائف على أبيه، وسوف تستمر زوابع النت والحياة من قبل الخائفين، ما أطهر العُمانيين، وما أجمل خوفهم ودعائهم لوالدهم. عُمان بخير، ولكن النفوس مفؤودة هذا كل ما في الأمر. الحزن!!

- برأيك هل ترى بأن السلطنة بحاجة لمركز دراسة ومساعدة وتثقيف مختص لمواقع التواصل الإجتماعي فقط؟

هذا هو الرأي الذي أهاجمه بشرسة، المجتمع واعٍ جدا للنت. الإنسان الذي لا يخاف من مكان فيه رأي عام يمكن أن يراه هو إنسان يعرف كيف يحمي نفسه جيدا، لماذا أهاجم الحداثة؟؟ لا أقصد حداثة الشعر الرائعة، ولكن حداثة الخلط والتلفيق بين أخلاقيات متناقضة. كلمة الأخلاق ليست بالضرورة كما يشير لها الدين أو تشير لها الثقافة، أقصد أخلاق الاحترام، أنت اسم مستعار؟؟ لماذا نحن أصدقاء؟؟ لأنك احترمتني واحترمت أنك تخفي نفسك، التوعية وكل هذا الكلام، لن يفيد.

الوعي عملية شرطية، وهذا شيء مؤسف في الحتمي في الأفكار. ما دمت لم تتعلم الدرس ربما تتعلمه بالطريقة الصعبة. كنت أقول لذلك الصديق الذي اتصل بي وقال لي: خطابة خلف فتاة عُمانية.
هو لا يعرف أنه أنهى المشكلة الرئيسية، كونها فتاة من عمان. ماذا لو كانت مبتزا مغربيا؟ هنا تبدأ أسئلة حماية الذات.

عبر 12 سنة لي في النت شاهدت مئات الحالات، مئات البشر، عملية تعليمية ضحيت من أجلها بكل شيء في العالم، عبر هذه السنوات، آمنت بلا شك، أن الخطأ والخطيئة يدوران حول الحقيقة، الخطأ يصنع العلم والخطيئة تصنع المعرفة، والحقيقة ليست اسما مستعار، ولا اسما حقيقيا، الحقيقة فكرة واقع حتمي يتفق حوله الجميع، مثل أن الشمس ستشرق غدا.

أهم ما علينا فعله .. أن نتفاءل
والباقي في عناية رحمة الله