الخميس، 27 نوفمبر 2014

وعلى سبيل السياحة.. المستثمر العماني "جبان"

التلفريك.. من أبسط أساسيات السياحة، وتزخر السلطنة بالاماكن التي تتناسب مع هذا النوع من الترفيه

في كل إجازة تكون أكثر من يومين في السلطنة  يقابلها اكتظاظ المهاجرين في سبيل السياحة والترفيه والتسوق عند المراكز الحدودية لدولة الجوار، من الزحام يمتعض الكثير، ومن الحرقة والغيرة على وضع السياحة في السلطنة يمتعض الجميع، فالخلل واضح وجليّ ولا يمكن لأحد أن ينكر أن مواضع القصور على خارطة السياحة في السلطنة أكثر من إيجابياتها رغم ما تملكه السلطنة من خام سياحي بكر يتمثل في الطبيعة والوديان والجبال والقلاع والفنون والثقافة، لكن تبقى في مجملها مواد خام بدون إعادة تهيئة لاستقبال أفواج السواح.

سنوات طوال نتحدث عن هذا القصور، وفي كل إجازة يعلو صوتنا للمطالبة بمثل ما لدى الجيران على أقل تقدير أو حتى أقل، يوجه الجميع العتب على وزارة السياحة كونها الجهة الحكومية المسؤولة عن هذا الجانب بتفاصيله، لكنني أتساءل عن دور أصحاب الملايين من المستثمرين العمانيين أصحاب البنايات السكنية ووكالات السيارات والمصانع؟ أين هم؟ ألا يسمعوا جعجعت المطالبات من قبل المواطنين؟ ألا يوجد لدى قليل منهم حساب في "تويتر" أو الفيسبوك"؟ أو حتى جروب "واتساب"-على افتراض أنه يقضي أغلب أيامه خارج عمان- ليرسل إله بعض أصحابه بعض صور زحام العمانيين على المنافذ الحدودية! لتكون تلك الصورة سببا في أن يفكر بذكاء التاجر والمستثمر إن لم يكن بغيرته على وطنه ويحرك بعض من ملايينه لينشئ مزارات شبيهة أو غير شبيهة بمثل ما يذهب إليه العمانيين في الدولة المجاورة مثل حديقة مائية أو حديقة حيوان أو مجمعات ترفيهية متكاملة أو سوق ترفيهي وغيرها من المشاريع ذات الصبغة السياحية التجارية؟  

الكثير من المحللين الاقتصاديين يصفون المستثمر العماني أو بالأصح رأس المال العماني بـ"الجبان"، أي أنه لا يخاطر بالدخول في مشاريع جديدة تحتمل أن لا تحصد الأرباح الكثيرة وفي نفس الوقت تحتمل أن تحصد أرباحا طائلة، لذا تجد المستثمرين العمانيين يوجهون اموالهم نحو العقارات بشكل كبير كون نسبة المخاطرة بها أقل من غيرها، والأرباح شبه مضمونة، هذا حين يحركونها، ولكن في كثير منهم كما هو واضح أنهم يكدسونها في البنوك وينتظرون فوائد الودائع النقدية من البنوك، وهذا يعتبرونه استثمار مضمون بنسبة كبيرة جدا، لهذا جاء وصف المحللين الاقتصادين لهذا الرأس المال بـ"الجبان"، ولا أقصد بها المعنى العام.

ولو افترضنا وجود "عشرين" مليونير عماني على أقل تقدير، وقام كل منهم بتوجيه بعض ملايينه نحو إقامة مشروع سياحي ترفيهي واحد لكل منهم، فالنتيجة عشرين مشروع، او دعنا نقول بأن يشكلوا تحالفا كل اثنين في مشروع، لتكون عندنا عشرة مشاريع ترفيهية ضخمة منها حديقة حيوان  وحديقة ألعاب مائية، ومشرعين للتلفريك،  لكن للأسف لم يحدث منه شيء!!

ولأننا انتقدنا وزارة السياحة كثيرا ولم يكن تجاوبها على أرض الواقع يرضي أيّ منا، وبما أن الميزانية تعاني بسبب انخفاض أسعار النفط ، فدعنا نقدم حلا وسطا، كأن تقوم الوزارة بعمل دراسات جدوى اقتصادية لمشاريع ترفيهية سياحية مفترضة، وتحدد الاماكن المناسبة لها، وتخصص لها الأراضي، وتقدم لها تصاميم مبدئية ثم تقدمها لرجال الأعمال العمانيين المعروفين أصحاب وكالات السيارات والمصانع والشركات وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة ليستثمرو بعض من  كنوزهم في تلك المشاريع.

وعندما نقول باننا نطالب بمشاريع سياحية ترفيهية فهذا لا يعني أن يقوم بعض المستثمرين بتحويط قطعة أرض مطلة على الشاطئ ويقيم عليها منتجع لو دخله متوسط الحال لصرف راتب ثلاثة شهور في يومين فقط، بل نطالب بمشاريع ترفيهية خدمية تكون في مستوى متوسط الدخل وأقل، مشاريع سياحية عائلية، ومشاريع سياحية تلبي رغبات الشباب والصغار والكبار.


ضع في مخيلتك أن يمر فوق هذا المنظر عربات التلفريك!



الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

هل تعلم بأن القهوة "محرمة شرعا" في عمان حتى العصر الحديث؟!


هل تعلم بأن القهوة "محرمة شرعا" في عمان حتى العصر الحديث؟!
هل سنشهد خلال العقود القادمة فتاوى مماثلة لتحليل بعض المحرمات الحديثة مثل سماع الموسيقى؟



 قد يتفاجأ البعض من أن القهوة كانت من المحرمات "شرعا" في السلطنة وفي عموم الجزيرة العربية حتى القرن التاسع عشر الميلادي، فقد ذكرت بعض المصادر العمانية أن العلامة خميس الشقصي الرستاقي المتوفي على الأرجح عام (1660م)، (وهو المؤسس الحقيقي لدولة اليعاربة في عمان، تزوج من أم الإمام ناصر بن مرشد اليعربي بعد وفاة زوجها وتربى الإمام ناصر تحت يديه) في كتابه الموسوعي المكون من 20 جزء "منهج الطالبين وبلاغ الراغبين" أن القهوة من "المحرمات"، كما ذكر الشقصي أن العلامة أبي القاسم بن محمد الأزكوي المتوفي في القرن العاشر الهجري قد ذكر في كتاب له أن القهوة من "المحرمات" مع العلم بأن القهوة دخلت عمان في زمانه أي بداية القرن العاشر الهجري.

وبحسب بعض المصادر أبرزها ما ذكر في "الموسوعة العمانية" في المجلد الثاني باب حرف (ب) صفحة 561 تحت عنوان "البن في عمان" أن أبرز من قال بحل القهوة هو ناصر بن جاعد الخروصي المتوفي سنة (1847م)، وإن كان قد سبقه سعيد بن بشير الصبحي المتوفي سنة (1747م) الذي أحدث خلافا كبير بين الفقهاء بسبب قوله بحل القهوة. إلا أن الخروصي قد أسهب ووضح وفنّد الأقوال الفقهية في كتابه "تنوير العقول"، وخرج بنتيجة أن شرب القهوة "حلال"، ثم اتفق معه بالقول العلامة سعيد بن خلفان الخليلي المتوفي سنة (1871م) ومن بعده نور الدين السالمي المتوفي سنة (1914م)، وكان قد انتشر خلال هذه الفترة شرب القهوة في عموم عمان بعدما كان متركزا على المناطق الساحلية.

وهنا لا بد أن نؤكد بأن "تحريم القهوة" لم يكن مقتصرا على فقهاء عمان بجميع مذاهبهم بل أن أغلب فقهاء مكة والحجاز كانوا يروا بتحريمها، وكان هو القول السائد في عموم الجزيرة العربية ومصر، ولم يكن تحريمها على مستوى المذاهب المعروفة بل كان على مستوى الفقهاء فقط، أي لم يكن خلافا مذهبيا ينفرد به مذهب على آخر.

 ويعود تاريخ انتشار القهوة بين العرب لبداية القرن العاشر الهجري بعد أن أدمن عليه أحد علماء الصوفية في اليمن ثم بدأ في الانتشار ووصل لمكة ثم مصر وبعدها لبقاع اخرى من الأرض. وهناك فتاوى كثيرة بهذا الخصوص لا يسع ذكرها هنا إلا أن الملفت للنظر هو تداول حديث منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم وهو :" من شرب القهوة يحشر يوم القيامة ووجه أسود من أسافل أوانيها"، مع العلم بأنه-وحسب المصادر التاريخية- لم تكن القهوة معروفة في عهد الرسول الكريم. حيث يعود دخولها لبداية القرن العاشر الهجري.

ومن الجيد بأن نذكر تعليل من قال بتحريم القهوة وهو أنها من المنشطات وأنها تذهب العقل وتستدعي السهر، وأن اسم "القهوة" هو من أسماء الخمر، كما أن مجالس تداولها تشبه مجالس منادمة الخمر، حيث يجتمع الندماء حولها.

عبرة من التاريخ الفقهي:

بعد الاستعراض السريع للتاريخ الفقهي لشرب القهوة أرى بأن وضع بعض مسائل الخلاف الحالية يشبه تماما وضع القهوة، ولعل أقرب مثال يمكن مقارنته بتحريم القهوة هو فتاوى تحريم "الدش" وأقصد الصحن اللاقط للقنوات الفضائية، فقد أحدث في بداية دخوله للجزيرة العربية خلافا بين الفقهاء وخرجت فتاوى تحرم دخوله للمنازل بحجة ما به من مفاسد، كما أن هناك فتاوى مماثلة طالت التلفاز والراديو السيارات أول ما دخلت جزيرة العرب ثم بدأت مرونة الأقوال الفقهية تجاهها حتى تلاشت.

قياسا على تاريخ "التحريم" والأدلة التي ساقها من قال به أن هناك مسائل تبدوا في طريقها لأن تكون تحت الوضع الفقهي "المرن" خلال العقود القادمة ومن أبرزها حكم سماع الموسيقى.

 حكاية نفر 25 نوفمبر2014م


الخميس، 20 نوفمبر 2014

لماذا تكتب باسم "مستعار"؟!



"لماذا تكتب باسم مستعار".. يتساءل أصدقائي في "الفيسبوك"، لماذا لا تكتب باسمك الحقيقي؟!

في الغالب من يسأل هذا السؤال يكون مسجلا باسم علم حقيقي، فـ"فلان الفلاني" يتساءل عن الاسم الحقيقي لـ"اسم مستعار"، وهناك عدة وجهات نظر وآراء حول هذه المسألة –إن كانت تستحق أن تكون كذلك، المزعج في الأمر أن البعض يتبنى رأيا متزمتا وإقصائي لدرجة أن يطلق بعض عبارات الشك والتخوين وأوصاف أخرى لأصحاب الأسماء المستعارة، أو أنه يقلل منهم ومما  يطرحوه.

ولكوني أكتب باسم مستعار هنا-وبأسم حقيقي منذ منتديات "فرق" و"سبلة العرب"  فسأوضح بعض النقاط بشيء من الحيادية-حسب زعمي، ومن له رأي آخر فله أن يفدينا به وسأدرجه في هذه التدوينة تحت عنوان "آراء أخرى":

-فرضا لو كتبت باسمي الحقيقي بدل "حكاية نفر" هل ستنزل عليّ أفكار لأكتبها غير تلك التي أكتبها بالاسم المستعار؟!، حتما لن يكون، لأن الكاتب واحد والفكرة واحدة، ويبقى الاسم مجرد رمز. فما يخرج من "المستعار" هو نفسه ما سيكتبه الاسم الحقيقي، وتبقى الفكرة المطروحة أو الموضوع هو محل النقاش سواء بالاتفاق أو لا.

-أكتب حاليا برمز "حكاية نفر" ليعرف الجميع بأنه اسم مستعار، لكن ماذا لو استخدمت أسم علم حقيقي ولكنه ليس اسمي كمثل أن أكتب "فلان/ه الفلاني" وأضع صورة لوجه إنسان أجلبها من جوجل، فهل ستعرف إن كان إسمي فعلا أو لا؟! في الغالب لن يكون سهلا أن تكتشف ذلك.

-السؤال الأهم: ماذا ستستفيد كـ"قارئ" من كون كاتب (المنشور أو التغريدة أو المقال) هو اسم حقيقي أو مستعار؟!، طالما أنه يناقش أو يطرح فكرة؟!، فالأصل في القراءة أو النقاش هي "الفكرة" وليس الكاتب.

-أصحاب الاسم المستعار يروا أن وضعهم كهذا يجنبهم الحرج ويعطيهم أريحية في النقاش وفي الرد وحتى يجنبوا أنفسهم من حالات "الزعل" أو ما شابهها من قبل معارفهم وأصدقائهم في الحياة الاجتماعية الواقعية ، فعلى سبيل المثال لو كتبت بإسمي الحقيقي سوف أتحرج من أن انتقد فلان وفلان لأن ذلك سيثير بيننا في الواقع حالة من عدم الرضى وهذا أمر وارد وطبيعي.

ومن تجربة شخصية انتقلت من الكتابة بإسمي الحقيقي منذ منتديات "فرق" و"سبلة العرب" لأقرر الكتابة باسم مستعار بسبب تحسس كثير من أصدقاء الواقع من الردود في المناقشات في العالم الافتراضي.

-يطلق على مواقع الإنترنت "العالم الافتراضي"، لذا فمن الطبيعي أن من يكتب في هذا العالم هي أسماء افتراضية أو مستعارة-وبالطبع هذا ليس شرطا، فالذي ترجح كفته هو الشيء "الافتراضي" طالما هو في الإنترنت، بعكس ما إذا كان في الواقع.

-تجد كثير من النساء حرجا "مجتمعي" بالكتابة بالاسم الحقيقي، فهل سنكبت أقلامهن أو نضيق عليهن الخناق بسبب اعتبارات لثقافة المجتمع التي قد لا نتفق معها ولكنه أمر واقع. فالحل لمثل تلك النسوة هو "الاسم المستعار".

-يرى البعض بأن الكتابة بالأسماء المستعارة كان لها في السابق ضرورة بحكم بعض الظروف إلا أن تلك الأسباب تلاشت لذا فيفضل الكتابة بالأسماء الحقيقية، ولا أتفق مع هذا الرأي لأن المجتمع وثقافته الاجتماعية هي نفسها رغم جرعات الانفتاح، والانتشار الواسع للتقنية إلا أن الاسم الحقيقي لا يمكن نعده إضافة للفكرة المطروحة، أو يشكل فارقة، فعندما تجرد ما يطرح في الإنترنت من الاسم سواء حقيقيا أو مستعار ستبقى الفكرة هي "الفكرة".

الخلاصة:

نتفق ونختلف وننتقد ونُنْتقد لكن على مستوى ما يطرح في عالم الإنترنت ولا علاقة بأن يكون اسما حقيقيا أو مستعارا، فطالما نكتب في عالم افتراضي فلا تطالبني باسم حقيقي بل طالبني بفكرة حقيقية.

واخيرا:  ما ذكر أعلاه يمثل وجهة نظر شخصية.


الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

لهذه الأسباب يهيم العمانيون "حبا" في سلطانهم






يتساءل الكثير من غير العمانيين "في تويتر والفيسبوك "عن كمية الحب الذي يكنه العمانيون للسلطان قابوس والذي تجلّى في أبهى صوره بعد الإطلالة الأخيرة لجلالته، فانهمرت دموع الفرح وصدحت الأهازيج باسمه، فاحتفلت عمان بصوت قائدها، ومنذ تلك الإطلالة وحتى اليوم لم يخفت لهذه الفرحة نبسا.

وللمرة الأولى منذ أن اعتلى السلطان قابوس حفظه الله عرش الحكم في السلطة يكون غير موجدا بجسده خلال الاحتفال بالعيد الوطني على أرض السلطنة، لكنه حتما موجدا في كل بقاع أرض السلطنة بروحه التي زرعها في نفس كل عماني بما قام به عمل.

اليوم نحتفل بالنهضة العمانية الحديثة المباركة في عيدها الـ44 المجيد، عيد هذه السنة ليس كأي عيد، فالناس تحتفل بالإطلالة السامية الأخيرة أكثر من شيء أخر، تلك الإطلالة التي كان لها وقع كبير في نفوس العمانيين، كما إنها قطعت حبل الشائعات التي تلوجها بعض وسائل الإعلام الخارجية.

لم يكن "قابوس" مجرد حاكم، لذا فإن لهذا الحب الهائل الذي يكنه العمانيون لسلطانهم له ما يبرره، نذكر بعضها التالي:

-تعامل السلطان قابوس مع أبناء شعبه على أساس الأبوة، فالمتتبع لسيرة السلطان ومواقفه يعي بأن السلطان يتعالم مع الناس على أنهم أفراد عائلته واسرته، ما من مطالب من الشعب إلا ويلبيها وفق المستطاع. وخير دليل ما قامه به السلطان من اصلاحات عام2011م، وما تلاها من مراسيم وتوجيهات كلها جاءت من أجل الإنسان العماني.

-سعة صدر السلطان، وطيبة قلبه، وعفوه عن من أساء إليه، وهناك ما لا يتسع لذكره هنا في هذا الجانب، فمنذ تولي السلطان مقاليد الحكم وعفوه وصفحه يسبق غضبه، والعمانيين يعرفون جيدا كم عفى وصفح عن أشخاص وجماعات خلال الـ44 سنة من حكمه، وكثير منهم فلتت رقبته من حبل المشنقة بسبب عفو السلطان عنه.

-خدم السلطان قابوس عمان والعمانيين طيلة 44 عام لم يشتكي مرة من ألمٍ ألمّ به، أو مرض عانى منه، أو أرقٍ ضايقه، فأنهك جسده من أجل عمان وشعب عمان وتراب عمان، وحتى في إطلالته الأخيرة التي أعلن فيها انه لن يكون حاضرا هذا اليوم بسبب ارتباطه ببرنامج طبي لم يشتكي من مرضه أو يبدي ألمه، بل اكتفى بقول عبارة بليغة : "للأسباب التي تعلمونها"، وهذي العبارة تدل على عظمة الإنسانية والتقدير للغير التي يتميز بها السلطان.

-بشهادة التاريخ والوقائع فإن السلطان جاء للحكم بسبب غيرته على الوطن لما كانت عليه عمان، فقد كانت تجثوا تحت وطأة التخلف والجهل والصراعات الداخلية، فجاء قابوس الخير ليجعل عمان مضرب المثل في التسامح والسلام والأمان، فأصبحت قبلة المتخاصمين، ولو نظرنا للتعددات القبلية والعرقية والمذهبية في ديموغرافيا سكان السلطنة وإلى ما عليه حاليا من تآلف ومحبة وانسجام سيدرك حجم العمل والفكر الذي بنى الحب بينهم، لهذا يهيم فيه العمانيون.

-ضحّى السلطان بحياته الاجتماعية الخاصة من أجل توطيد علاقته الاجتماعية مع شعبه، فجال ربوع عمان بأكملها، والتقى بالكبير والصغير، الشاب والمسن، وأنصت مستمعا لهم، فكان ما لهم من مطالب، رغم ان عمان في ذلك الحين كانت محدودة المصادر وإنتاجها النفطي ليس بالكثير إلا أن بحنكته استطاع أن يوصل عمان على ما عليه الآن من تقدم وازدهار، لهذا يحبه العمانيون.

-ومن الحق أن نقول بأن العصر الحديث بدأ في عام من تولي السلطان قابوس مقاليد الحكم، واتعجب من بعضهم الذي لا يقول لا يمكن أن نختزل نهضة عمان في 44 عاما، وأقول بل هو الحق، فعمان الحديثة عمرها 44 عاما أما عمان التاريخية فإنها موغلة في القدم بما يزيد عن خمسة الآلف عام أي قبل التاريخ. فعمان اليوم هي عمان قابوس، وقائد نهضتها، ولهذا يحبه العمانيون.

-يتميز جلالة السلطان قابوس بشخصية قوية ومحنكة وكاريزما لا تجدها في غيره، يبهر المستمع بما اوتي من جوامع الكلم، وينصت للمستمع باهتمام بالغ، لا يلتفت لصغائر الأمور، يعالج العقبات بفكرٍ واعي، وحكمة مطلع ومضطلع، لهذا يسميه شعبه "حكيم العرب".












السبت، 15 نوفمبر 2014

علي الكيالي.. والمتاجرة بالقرآن الكريم

الحضور الغفير لمحاضرة علي الكيالي بالقاعة الكبرى بجامعة السلطان قابوس. (الصورة من تصويري)



موقف (1)
بعد أن شاهدت صورا من محاضرة للمدعو "علي منصور الكيالي" وهو يلقي محاضرة في ولاية صور ورأيت أن المكان غصّ من كثرة الحضور .. وددت لو كنت حاضرا معهم لأنهل- مما يبدو- ينهلون.

موقف (2)
في نفس اليوم قرأت منشورا به إعلان عن محاضرة يلقيها الكيالي في جامعة السلطان قابوس فتحمست كثير لأكون من الحضور، وحرصت أن لا أفوت هذه الفرصة.. فحدث ما أردت، لأكون من الحضور في القاعة الكبرى بالجامعة مساء اليوم الأربعاء 12نوفمبر2014م.. عنوان .المحاضرة "القرآن الكريم والطاقة الحيوية"

تابع للموقف (2)
أصبت بالغثيان من أول خمس دقائق بدأ فيها الكيالي محاضرته، فرغبت بالخروج من القاعة لكن لصعوبة الخروج بسبب الازدحام... اضطررت للجلوس حتى آخر كلمة قالها الكيالي.

تعقيب على الموقف(2)
ما قاله الكيالي في محاضرته بالجامعة لا يمكن وصفه إلا بـ"المتاجر بالقرآن الكريم" ، وإن سألتني عن سبب هذا الوصف أو طلبت تعليلا 
لوصفي فسأجيبك بالآتي:
-بدأ الكيالي محاضرته بفكرة أن لا تكرار في القرآن الكريم ،
 واختتم محاضرته بعبارة "هذه الآية كررها الله تعالى في القرآن 
الكريم"!
-أسرف بتفسير كلمات ضمن الآيات القرآنية ومطط في تفسيرها وطار بها في بحر خيالاته التي لا تحتملها الكلمة المذكورة في الآية، وكمثال عندما فسر كلمة "الطير" الواردة القرآن بأنها تعني في العصر الحديث الطائرات والصواريخ وغيرها، بينما في التفاسير الفقهية لا تعدوا كونها كلمة لأسم جنس وتعني "الطير"
-حمّل القرآن الكريم مالا يحتمل، فقد ذكر أن القرآن ورد فيه علاج لكثير من الأمراض المستعصية ومنها مرض السرطان!!، واجتهد في تفكيك حروف بعض الكلمات الواردة في القرآن وكانه يفك شفرة وليس وقرآن 
عربيا مبين وواضح!!
-ذكر "مبالغات" لا يقبلها العقل ولا المنطق وربطها بالقرآن الكريم،
 ومنها أن "البسملة" على الطعام تقتل الجراثيم والميكروبات وغيرها!!
-كما قال في محاضرته بأن العلم الحديث أثبت بأن جسم الإنسان مبرمج على أن يستقبل الطعام في اوقات الصلاة، وأن أفضل الأوقات لتناول الطعام هو وقت الصلاة، واستدل بقول الله تعالى: "خذوا زينتكم عند كل مسجد" !!
-قال بأن القرآن الكريم به علاج للعقم عن طريق الصمت لثلاثة أيام، عندما فسر الآية الكريمة "ولا تكلم الناس ثلاثة أيامٍ سويا"، أي أن تصمت لمدة ثلاثة أيام فتشفى من العقم!!
-قال بأن الإنسان المسلم باستطاعته العيش لمدة 120 سنة إذا اتبع بعض الإرشادات الطبية الواردة في القرآن الكريم!


هذه أمثلة قليلة مما ذكره الكيالي في محاضرته، فأي عقل وأي منطق 
يقبل هذا؟!!
أليست هذه متاجرة بالقرآن الكريم.؟!!
أليس هذا تشويه للقرآن الكريم؟!
ماذا لو سمع انسان غير مسلم لمحاضرة الكيالي عن القرآن الكريم.. 
ماذا تتوقعون أن يقول عن الإسلام؟!







السبت، 8 نوفمبر 2014

"الناشط السياسي الكبير وغاندي وجيفارا".. يشطح ويشحط !!


محمد الفزاري وهو يرتشف "الشيشة" في تركيا، الصورة نشرها محمد في الفيسبوك

"كتبوا وما كتبوا فأنت كبيرُ"..، هكذا قالها "البدري" ومضى، فكتب هو وكتب غيره الكثير ولم يبلغوا حد شطر بيته هذا الذي قاله ضمن قصيدة مدح للسلطان قابوس حفظه الله.

استحضر شطر البيت في زخم ما كتب ويكتب وسيكتب في مقام جلالة السلطان قابوس-حفظه الله وأسبغ عليه بالصحة والعافية، الكل يعبر عن حبه للإنسان القائد، ولولي الأمر الحكيم، هناك من ذرفت دموعه فرحا وشوقا وهناك من سجد لله شكرا على أن مد الله تعالى بالصحة والعافية على سلطان البلاد. وأخرون عبروا عن فرحتهم بطرق اخرى.

إلا أن منشورا في "تويتر" يعود لأحد الشاطحين عن المسار-ربما بسبب عقدة نقص وأمراض البحث عن الشهرة قد أعمت بصيرته-أقول ربما، وهو فتى مراهق في مقتبل العمر يدعى "محمد الفزاري" كان أحد الطلاب في جامعة السلطان قابوس، ويعرف نفسه حسب صفحته في "تويتر" بأنه "ناشط سياسي وكاتب ورئيس تحرير"!!


.
كتب هذا "الناشط المراهق" في صفحته معلقا على #كلمة_السلطان_قابوس_إلى_الشعب_العماني:


ونفس الكلام نشره في الفيسبوك:


حيث أنه يصف كلمة جلالة السلطان قابوس بـ"الخطاب العاطفي"! ، وانه "لا يمثل ضمانه"،  كما أنه يتمنى بان لو كانت الكلمة تحمل "الإصلاحات التي ستحفظ حقه وحريته وأمنه.." !!


لا أريد أن اعير هذا النفر المزيد من الأهمية، لأنه –بإعتقادي- لا يفقه معنى ما يتحدث به، فحتما من تغريداته يبدوا جليا أنه لا يعي معنى "الإنسانية " في شيء، ولا يعي معنى "الظروف الصحية" ولا معنى "الكلمة" التي قالها السلطان، ولا يعي حتى معنى " الإصلاحات" التي يتحدث عنها، ولا معنى أن يحترم رأي ومشاعر الشعب، وغيرها.. –وهذا استنبطه بعد تصفحي لصفحته في الفيسبوك وتويتر.

وفوق ذلك لا أعرف من منحه لقب "ناشط سياسي"!! وغيرها من الألقاب!

ويمكنني أن أكتفي بهذه الردود الموجهة"للإستاذ الناشط السياسي" الأول الشاعر يونس البوسعيدي والثاني للصحفي زاهر العبري والثالث للمدوّن عبدالله الناصري، وهي ردود شارحة لذاتها:







مع العلم بأن الفزاري كتب منشوره وهو في تركيا يحضر دورة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان تم توفير جميع مصاريفه فيها من قبل لجنة ممولة من دولة أجنبية وهو منظمة "فرونت لاين ديفندر".

ومعلومة أخيرة بأن الفزاري كانوا ممن نالوا شرف الإعفاء السامي عن السجن بعدما أدين بإعابة السلطان في القضية المشهورة.

أخيرا:

هذا بيتين جميلين كتبهما الشاعرالخلوق حمد الخروصي بمناسبة كلمة السلطان لشعبه:

باكر تضيق القلوب بناسها وندري
--- لو ضاقت الناس ما ضاقت بها الأوطان 

وأقولها صادقٍ لو في رحم قبري 
--- قابوس خارج عمان ، عمان ما هي عمان





وختاما أقول.. القافلة تسير... .





الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

هل تود أن تقرأ الموسوعة العمانية بكل أريحية؟ انضم لمجموعتنا بالفيسبوك

الموسوعة العمانية

هذا رابط مجموعة "الموسوعة العمانية" في الفيسبوك

سأقوم خلال بإدراج أهم ما جاء في الموسوعة العمانية بشكل صوة للموضوع الذي تحدثت عنه الموسوعة، سأضع خط احمر على أهم النقاط أو المعلومات التي أوردتها الموسوعة في الموضوع، مع عنونة المنشورات.

هذا رابط المجموعة:

https://www.facebook.com/groups/373319009501994/