الاثنين، 13 مارس 2017

المُحنطون الجدد


سعيد جداد مع "ماينا كياي"



يقول الكاتب الساخر مارك توين  "يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها"، ويبدوا أن الحذاء كان موجوداً في العاصمة البريطانية لندن، حيث يُقيم أخواننا المناضلين اللندنيين من الحقوقيين، فقد استهلوا دورانهم حول الأرض – وحول العواطف والمشاعر - بالمطالب الاجتماعية والمعيشية والتي تلقى تأييداً من العامة كونها مطالب تتسق مع النفس البشرية الراغبة بصفة مستمرة في تحسين المعيشة لسقفٍ غير محدود، وهذا أمر طبيعي، ولكن بدهاء أخواننا المناضلين أصبحت هذه المطالب شماعة تحركاتهم ودورانهم الكوني.

وكلما مر يوم اندفنت أرجلهم في الرمال المتحركة حد الانغماس التام، لتظهر الحقيقة التي انتعلت الحذاء بعد الحماس الزائد من "المناضل الجيفاري" سعيد جداد، عندما وجّه دعوته بكل جرأة لانفصال محافظة ظفار وضم الوسطى لها، بجانب العزف على موضوع مذهبي حساس جدا. 
 
باعتقادي أن دعوة جداد للانفصال-رغم تراجعه عنها لاحقاً- تشكل نقطة محورية في العمل الحقوقي بالسلطنة، وذلك للأسباب:

-كمية الرفض الواسعة جداً لدعوة جداد حتى من المحسوبين على أخواننا الحقوقيين بالسلطنة ومن أصدقاء جداد وغيرهم تضع المناضلين اللندنيين في موقفٍ صادم ومُحرج جداً لكونه كشف عن حقيقة نواياهم أو خططهم أو أهدافهم-أيً كان التوصيف، لا يهم بقدر أهمية هذه الدعوة والتي تعني أن لا حقيقة لتلك المطالب المعيشية التي انطلق منها هؤلاء اللندنيين كقاعدة لظهورهم الحقوقي،  وإنما اُستخدمت للنزول من السلّم نحو الهاوية.

-النتيجة لما قام به جداد؛ هو الرفض التام وعدم القبول لمثل هذه الدعوات من قٍبل الرأي العام العماني، وبالتالي ينعكس في كل دعوة لاحقة من إخواننا المناضلين اللندنيين-مهما كانت- فستلقى نفس المصير بسبب انعدام الثقة وانكشاف الستار.

-تبرير جداد لموقفه - بعد تراجعه عن دعوته-  بحجج شخصية، لا تعطيه المبرر نهائياً لا من قريب ولا من بعيد بدعوة الانفصال أو التقسيم، لأن هذا خط أحمر لدى كل مواطن، بل حتى لدى تراب الوطن الذي يرفض التقسيم. فأصبح جداد كمن فتح على نفسه النار، وأغرق نفسه وحْل الغير مرحب بهم في المجتمع.

-ما "زاد الطين بٍلّة"، وعَق الهوة والرفض المجتمعي لأبوعماد هو كتابته لمنشور مذهبي "مُقيت" تفوح منه رائحة الكراهية المذهبية، وهذا ما يشكل تعدياً آخر على ثوابت المجتمع العماني المعروف عنه تسامحه وتآلفه.

-من الواضح للمتمعن في دعوات سعيد جداد أنه يطمح لمصلحة شخصية أكثر من مصلحة الوطن، فكأنما لسان حاله يقول عندما انضم لإخواننا اللندنيين (أنا ومن بعدي الطوفآن)، وهذا يتضح في تبريره لموقفه وتراجعه عن دعوته.


وأختم حديثي بمقولة منسوبة لإبراهام لينكولن يقول فيها "تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت" ، فالمتستر خلف دعوات المطالب المعيشية والاجتماعية وهو يهدف لضرب وحدة تراب الوطن كالمُحنَط الذي يحتاج لمواد تضمن بقائه وإلا سينتهي- حسب تشبيه "نيتشه" في إحدى أقواله، وللجميع نقول: "عمان باقية وصامدة".


*حكاية نفر 13 مارس2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق