الأربعاء، 19 أبريل 2017

"اللندنوين" والشخصيات "السيكوباتية"






يقول علماء النفس بأن هناك شخصيات في المجتمع تعاني من اضطراب نفسي قد يبدوا "غامضاً" بعض الشيء، واطلقوا عليهم اسم "السيكوباتيين"، وقدروا عددهم في بعض المجتمعات إلى (1%) أو أقل.

والسيكوباتية هي الشخصية المعتلة نفسيا وتتسم بعدم النضج الانفعالي، ويؤدي لانحراف الفرد عن السلوك السويّ أو السلوك المضاد للمجتمع، وذلك نتيجة إختلال في التربية والبيئة الإجتماعية التي نشأ فيها الفرد منذ نعومة اظافره. ورغم اختلاف بعض السلوكيات من "سيكوباتي" إلى آخر إلا أنهم جميعا "يصدر عنهم من السلوك ما يمثل خرقاً للقانون السائد في المجتمع".

  ولعل من أبرز العلماء الذين تحدثوا عن السيكوباتية هو العالم "كلسكي"، حيث وضع عدد (16) سمة تميز المصابين بهذا الاعتلال النفسي، ومن أبرز تلك السمات "سلوك مضاد للمجتمع"، وتمركز مرضي حول الذات وعجز الحب، وسلوك نرجسي مع الإنغماس في الشرب، والفشل في اتباع أي خطة لحياته، وغياب الضمير والخجل، وعدم الصدق وعدم الإخلاص، وأضاف آخرون بأن هذه الشخصية تجيد الكذب والتلاعب بالمشاعر، وقد تنقلب بشكل مفاجئ حتى لأقرب الناس إليها، ودائما ما يشيرون لأصابع الاتهام للآخرين لأي خطأ قد وقع حتى لو كان بسببهم. ومن الملفت في صفات السيكوباتيين أنهم يجيدون التعبير اللفظي عن للإنفعال الغير حقيقي، أي أنهم يمكنهم التعبير عن شعور أو حدث غير واقعي لكن بفضل قدرتهم في التعبير قد يبدو حقيقياً للآخرين.

ومن غير المفاجئ أن صفات "السيكوباتية" تنطبق تماماً على عدد من الحقوقيين العمانيين "طالبيء اللجوء" في بريطانيا ووغيرها، وخاصة الشخص الذي ينادي بإنفصال ظفار، وهو ذاته من وصف إحدى القبائل العمانية بـ"المرتزقة"، فتجده كثيرا ما يروي قصصا ويختلق أخبارا غير واقعية وغير صحيحة، لكن يتحدث بها وكأنها حقيقية، بجانب محاولاته للتلاعب بالمشاعر واستعطاف القراء، وفجأة يكشف الوجه الحقيقي له ويتحدث بنرجسية وبلغة "الأنا" و"الطائفية" ويظهر تعصبه المذهبي بل ويتطاول على باقي المذاهب، وكل ذلك لأنه فشل في تكوين حياته كما ينبغي، وتجسدت أنانيته في هجر أولاده وعائلته من أجل تحقيق "وهم الشهرة" والمال.

وما يؤكد ذلك تطابق صفات الشخص "اللندني" مع تصنيف "بولز" للسيكوباتيين، حيث صنفهم إلى سيكوباتي الخارج، والمتجول، والتعب القلق والانفجاري والمتشائم الإكتئابي، فالسيكوباتي الخارج يشعر بعدم الأمان داخل نفسه ويترجمه السلوك الغريب الذي يقوم به، والمتجول لأنه لا يمكن المكوث في مكان واحد ويجد الرغبة في التنقل مع مكان لآخر بدون سبب معقول لهذا التنقل، وكذلك المتعب القلق الذي يترجمه جنون العظمة الذي يعيش فيه.

إن ارتفاع الأصوات الشاذة عن العرف العام بالمجتمع والقانون والشريعة قد يدعوك للتمعن فيها بقصد فهمها، وهذا التمعن يقودك لأن تدرك الحقيقة كما هي، فما من شذوذ إلا بسبب، والسؤال المهم هنا: هل يوجد علاج لمثل هؤلاء المرضى السيكوباتيين؟، -حسب ما نشر من تحليلات ومقالات طبية عن هذا المرض فإن العلاج ممكن لكن بدايته تكمن في الرغبة الحقيقة للمريض في العلاج.



 



هناك تعليق واحد: