الخميس، 30 مايو 2024

"أنت مطبل"، هل هي شتيمة إلكترونية أو هروب من النقاش؟!

 



من خلال تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص موقع (أكس X) لفت انتباهي نوع غريب من الردود التي يقصد بها التقليل من وجهة نظر الطرف الآخر، وهي "أنت مطبل"، أو "التطبيل"، وما لفت انتباهي أكثر هي ردة الفعل الشرسة لمن وجهة إليه هذه الكلمة،  فهل يمكن تصنيف هذه الكلمة "شتيمة إلكترونية" أو تنمراً إلكترويناً؟، أو يمكن تأطيرها قانوناً ضمن كلمات السباب التي يمكن لمن وجهت له هذه الكلمة أن يقاضي خصمه؟!


برأيي أن استخدام هذه الكلمة خلال النقاش أو كرد على وجهة نظر هي هروب من المناقشة وافتقار لأخلاقيات الحوار والرد، فإذا لم تتفق مع صاحب الرأي الآخر فيمكنك تسجيل ردك بشكل أرقى من ذلك وإيضاح عدم موافقتك على الطرح دون التقليل من شأن الآخرين مهما كانت وجهات نظرهم مختلفة عن وجهة نظرك.


في ذات الإطار؛ وفي الغالب، تستخدم الكلمة ضد من يشيد بالحكومة أو بالإجراءات أو الإنجازات الحكومية أو أي موضوع إيجابي عن الحكومة، فيأتي من يعارض ذلك ويطلق هذه اللفظة على صاحب المنشور، فإذا كان الخبر صحيحاً أو ما ذكر في مجمل المنشور صحيح حسب المعطيات فلماذا نتعاير بالتطبيل!، فكما ننتقد السلبيات علينا ذكر الإيجابيات والمحاسن وهي كثيرة، ففي الحالتين هو واجب وطني والمقصد هو السعي نحو الاحسن والأفضل.


فمثلاً عندما أرى إنجاز حكومي يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية فيشرفني أن أكون مطبلاً لذلك الخبر، وعندما أرى العكس فيشرفني أن أكون منتقداً وفقاً لمعطيات الواقع والأرقام بهدف السعي لتحسين الوضع أكثر.


التدافع بالآراء أمر صحي وإيجابي، ولكن التقليل من وجهة نظر الآخرين بردود يقصد بها التقليل من شخوصهم أمر غير أخلاقي، وعلينا التسلح بالسنع والسمت العماني من خلال محاروتنا للآخرين.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق