الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

ما "الرباط المقدس" الذي يجمع العمانيون؟!







في جبال الصين تعيش افعى تدعى "شواي جان" يضرب بها المثل في الترابط والتلاحم بين أعضاء جسمها، فإن ضربت رأسها ستهاجمك بذنبها دفاعاً عن نفسها،  ضربت ذيلها ستهاجمك برأسها، وإن ضربت وسطها ستهاجمك بذيلها ورأسها معاً، لذلك قال الفيلسوف والكاتب الصيني "صن تزو": (يكون القائد متفوقاً عندما يجعل اتباعه جسداً موحداً ومتماسكاً يحاكي تماسك "شواي جان")  ، قد تتساءل اخي القاريء؛ لماذا اذكر هذا المثل؟! الجواب في السطور التالية


في التاريخ العماني عبر العصور شهدت مواقف عديدة تجسد التلاحم والترابط بين أبناء عمان ضد الأعداء، تلاحم من أجل الوطن، كثيرة هي الحقائق التأريخية في هذا المجال، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ في العصر الحديث عندما تمت البيعة للإمام ناصر بن مرشد عام ١٦٢٤م شمر العمانيون عن سيوفهم، واخرجوها من أغمادها في وجه المحتل البرتغالي، واتحدوا تحت قيادة الإمام ناصر بن مرشد، كما اصطفت قبائل عمان مع الإمام أحمد بن سعيد (١٧٤٤م) في وجه الفرس، وهناك الكثير من الشواهد التأريخية التي لا يسع ذكرها هنا.


إلا أن الحقيقة التأريخية الأبرز  أنه لم يشهد تأريخ عمان حالة اصطفاف وتوحد كمثل ما نشهده حالياً في ظل حكم جلالة السلطان قابوس حفظه الله، ولم تجمع العمانيون من رأس سلمى بمسندم وحتى صرفيت بظفار كلمة ككلمة السلطان قابوس، ولم تجتمع الأمة العمانية  على حب رجلٍ بعد رسول الله كحبهم للسلطان قابوس.

في عام ٢٠٠٧م؛ ضرب اعصار "جونو" وسط عمان، فهب العمانيون من مسندم (أقصى الشمال) وظفار (أقصى الجنوب) وما بينهما لمساعدة أهاليهم في المناطق المتضررة، حينها خرج السلطان قابوس في خطاب استثنائي، خطاب القائد الذي غرس حب عمان في العمانيين للدرجة التي رآها الجميع في التكاتف والتعاضد، ورغم المحنة إلا أن السلطان حين ذاك كان فخوراً بتعاضد شعبه وتلاحمهم.


اليوم باتت الصورة أكثر وضوحاً وثباتاً، جميع أبناء عمان بمختلف أطيافهم وقبائلهم ومناطق سكناهم يجمعهم رباط ليس كأي رباط، رباط يجعلهم يفرحون معاً، يتطلعون لمستقبلٍ واحد، يجمعون على حبِ رجل واحد، الرجل الذي "جعل اتباعه جسداً موحداً ومتماسكاً"، إنه الرباط المقدس، رباط الوطن، الذي يلتف حوله العمانيون ويفاخر كل واحدٍ منهم بأن يقول (ومدى الدهر عماني).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق