السبت، 17 مايو 2014

كيف ندعم البطحري وبن وهقة والفيصلي بدون "نصية" ؟


كامل البطحري في مسابقة شاعر المليون

كالعادة.. وفي كل موسم من مواسم المسابقات  الشعرية أو الفنية التي تنظمها وتدعمها إماراة أبوظبي بدولة الإمارات المسماه بـ"شاعر المليون" و"نجم الخليج" تنهال علينا الرسائل المحرضة للتصويت لشاعر "الوطن" و"ممثل السلطنة" وغيرها من الألقاب التي تسبق اسم الشاعر  أو الفنان المراد التصويت له عبر الرسائل النصية أو الوسائل الأخرى للتصويت. البعض يحرض الأخرين بإسم "القبيلة" وأخرون بإسم "الوطن" وأخرون بإسم "المناطقية"، الكثير من "مصادر" تلك الرسائل يطالبون الجهات الحكومية بدعم الشاعر أو المغني الفلاني معللين ذلك بمشاركته بإسم السلطنة وأنه ممثل العمانيين فيها!.

من الصعوبة أن تعلي صوتك مطالبا بوقف التصويت عن المشاركين في هذه المسابقة لأسباب يعود أغلبها لغلبة العاطفة والمشاعر على تحكيم العقل والمنطق، لأنه من السهولة أن تتهم بـ"الحسد" و"الغيرة" وما شابهها من التهم، تحدثتُ من الكثير ممن يحرضون على التصويت، فتشابهة اجاباتهم، والمتمثلة في "إعلاء لإسم السلطنة ودعما للمواهب العمانية".
الهدف نبيل والغاية أسمى..ولكن...هناك كلام يقال.

أولا: يجب علينا أن نعي الهدف الحقيقي لهذه المسابقات الخارجية، الإجابة الأولى هي "الربح المادي"، وأدرج هنا تغريدة للشركة الإتصالات العمانية "عمانتل" والتي توضح بأن مبلغ (500) بيسة يذهب منها (400) بيسة للقناة و(100) بيسة لشركة الإتصالات. وإذا أردت أن تخرج بحسبة اضرب عدد الرسائل أو الأصوات لجميع المتسابقين منذ بداية المسابقة على قيمة الرسالة الواحدة.



ثانيا: بالرجوع لحجة المتحمسين للتصويت..كيف يمكن أن نعلي اسم السلطنة بهكذا مسابقات ودعم مواهبنا بدون المشاركة في مسابقة شاعر المليون أو نجم الخليج أو غيرها من المسابقات التي تنظمها الدول الأخرى ؟
الأولى هنا أن نطلب من الجهات الحكومية كوزارة التراث والثقافة وغيرها أن تتدخل، الأمر من اختصاصها، وبدون الدعم الحكومية من الصعوبة أن يكون، وهو اطلاق مسابقة تخصصية في الشعر وأخرى في الغناء وأخرى في الإنشاد ...وغيرها من المجالات.

ستقول لي بأن هناك مسابقة تنظمها وترعها الحكومة تعني بالمجالات التي ذكرتها، سأجيبك: وأين هي من الساحة ؟!!، الكل يعرف بأنها ليست أكثر من فعاليات لتأدية "واجب".

وزارة التراث والثقافة ترعى كل سنتين مسابقة "مهرجان الشعر العماني" ومسابقة اخرى للغناء" مهرجان الأغنية العمانية"، وتقام مسابقات اخرى للمجالات التي ذكرتها، كما أن هناك جائزة ضخمة تدعمها الحكومة بإسم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب تحتوي مجالات ابداعية مثل الرواية والقصة والتصوير، وهذه المسابقة رغم حداثة عمرها وضخامة جوائزها وتخصصيتها إلا أنها لم تحظى بالتداول الإعلامي الذي يليق بقيمتها، وفي العموم أتحدث هنا عن المسابقات الجماهيرية أي التي يمكن للجمهور أن يتفاعل معها ويحضر فعالياتها كمهرجان الشعر ومهرجان الأغنية.

على وزارة التراث والثقافة أن تعيد النظر في المسابقات التي تنظمها، والا يتأتى ذلك قبل إلغاء المسابقات الحالية وإعادة إطلاق مسابقات بروح اخرى وبصورة مغايرة على ماعليه الآن يتزامن ذلك مع حشد إعلامي يليق بها، لا يمكن الإستمرار بمهرجان الشعر العماني ومهرجان الاغنية وكأنه فريضة تؤديها الوزارة ثم تذهب للمبيت لحين موعد أذان المسابقة الآخرى!
إذا أردنا أن ندعم المواهب العمانية كــ"كامل البطحري" و"ابن وهقة" و"الفيصلي" وغيرهم ممن تألقوا في المسابقات الخارجية أن نؤسس المنفذ والقاعدة التي ترعاهم وتدعمهم معنويا وماديا، الدعم المعنوي لا يأتي بدون أضواء وسائل الإعلام، القناة الثقافية أو التأريخية التي أعلنت عنها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أنها في طور التدشين المستقبلي يمكنها أن تعلب هذا الدور.

لا يمكن أن نعول على المسابقات الخارجية التي تمولها الدول المجاورة إلى ما لا نهاية، فالمواهب العمانية بكافة مجالاتها تستحق منا الكثير، بدون ان نضطر نرسل أموالنا عبر الرسائل النصية لقنوات دعائية ربحية يتهمها كثير من المتابعين بأنها قنوات "الشوو".





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق