الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

عندما تسود لغة "التعالي" في خطابات علي المطاعني



طالعتنا جريدة الرؤية يوم الأحد 23 اغسطس2015م بمقال للأخ الإعلامي علي المطاعني بعنوان "المجتمع يصادرالفكر"، وذلك ردا على من انتقده في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية وخاصة بعد مقاليه الداعي فيهن للتقليل من صرف الإجازات الرسمية، والمقال الآخر طالب فيه برفع الدعم عن المحروقات.

وللأسف، يبدوا أن السنوات التي قضاها المطاعني كـ"صحفي" لم تكن كافيه لتنبهه عن أمر مهم وهام جدا في لغة التخاطب مع القراء أو الجماهير، وهي الابتعاد عن لغة التعالي واستصغار القراء والتعميم.

فبداية من العنوان وحتى أخر سطر في المقال طغى عليه الضمير المستتر أو الظاهر المقدر بـ(أنا) و(نحنُ)، والأخيرة يقصد بها نفسه مع مجموع الإعلاميين، وكأنهم طبقة أرستقراطية أو برجوازية أو بالدارج كأن الإعلاميين (فريق المطاعني) هم "الشيوخ" وعليكم أيها الناس أن تسمع لهم!!

فإذا كنت يا مطاعني من شيوخ الإعلاميين فهل يعقل أن تقع في فخ "التعميم" بداية من العنوان (المجتمع يصادر الفكر) وكأن المجتمع شخص واحد غير متعدد الثقافات والاتجاهات!!، وكأن الإعلاميين لسوا من المجتمع!

كما أن المطاعني ناقض نفسه في أكثر من مناسبة في ذات المقال، فمن تناقضاته أنه يذكر "المجتمع" الذي يخاطبه بأن عليه ينتبه في أساليب التخاطب فلا يخوّن ولا يشكك، في حين أن لغة التخاطب هذه تناقض نفسها، لأنها لغة "استعلائية" على الآخرين، فكرر في المقال (يجب ألا تهزنا عما نرغب في تنفيذه) و (ولا معارضة لما نكتب كإعلاميين) و(لا يجب أن تثنينا عن مسؤولية النقد للمجتمع)، (على الإعلامي تشخيص الواقع)، وغيرها من عبرات لا تخلوا من التعالي و"الأنا".

وشخصيا أعتبر هذا المقال كسقوط مدو لعلي المطاعني، فيكفي أن نقرأ هذه العبارة التي ذكرها في الفقرة الخامسة من المقال: (أصبح المجتمع يصادر الفكر ولا يتيح التباين والاختلاف بين فئاته وشرائحه)!!، ثم تتبعها بالفقرة السادسة كلها!!

ألست من المجتمع يا علي؟!!
ألم تعلم بأن المجتمع عبارة عن مجموعات  من الشخوص وليس شخص واحد؟!!
ألم تعلم بأن "التعميم" من علامات الجهل؟!
ألم تعلم بأن مخاطبة المجتمع كأنك "وصيّ" عليه يعتبر "عيب"!؟

يا عزيزي يا ولدي علي، ما هكذا تورد الإبل، نعلم بأنه طالتك انتقادات كثيرة على مقالاتك السابقة لكن ذلك حراك إيجابي، وعليك أن تتقبل رأي الآخرين قبل أن تطالبهم بتقبل واحترام رأيك.

أنظر لنفسك وأنت تقرأ هذا الكلام، بالتأكيد سوف لن تعجبك لغة الإستعلاء عندما اخاطبك بـ"ولدي" وغيرها، هكذا أيضا عندما تخاطب الأخرين لن يرضيهم ذلك الأسلوب.

كونك إعلامي أو صحفي لا يعني أن كلامك ووجهة نظرك صحيحة، وإن بدت لك بأنها صحيحة فلا يعني أن يراها الآخرين كذلك، فالاختلاف سنة الحياة يا اعلامي.

أقترح  يا استاذ علي أن تتماسك وتسيطر على أعصابك عندما تمسك القلم، أقترح أن تكون كن حياديا وموضوعيا وكفى، وأقترح أن تقل وجهة نظرك بدون استعلاء واستصغار القراء، أقترح أن تقول ما لديك من مقترحات وحلول كطرح وليس كقانون أنت تسنه، والاهم من ذلك أقترح أن تكن ذكيا ولبقا عندما تتحدث في مواضيع تهم شريحة كبيرة من المجتمع، حينها بالتأكيد سيحترم الآخرين قلمك. ودمت بود.







هناك تعليق واحد:

  1. المطاعني كاتب صحفي ، كتب عن الاجازات اكثر من مرة ، وفالفترة الحالية طالب برفع الدعم عن البترول والمحروقات ، وبعمل الضرائب على المواطن ، وايضاً تقليل الاجازات للحد الأدنى..

    طبعاً الناس عارضت رأيه ، وهنا اليوم تهجم في مقالته عن الشعب وقال ان مجتمع عمان جاهل ويُنقاد كالأعمى..

    مقتبسات من مقاله :

    "يؤسف عليه بأن يصل الحال بنا إلى هذه المستويات في التخاطب والتعاطي بعد خمسة وأربعين عاما من العلم والمعرفة."

    "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطرق غير مهذبة من المستخدمين في الهجوم على من يخرج عن سياق ما يرغبونه من تسيير الأمور وفق أمزجتهم"

    "أي ضجة يجب ألا تهزنا عما نرغب في تنفيذه"

    "أصبح المجتمع يصادر الفكر ولا يتيح التباين والاختلاف بين فئاته وشرائحه بكل احترام وتقدير، وهنا يظهر جمود فكري يشل حالة الحراك المجتمعي المطلوب في التعاطي مع المتغيرات الحياتية التي تفرض علينا أولا تغيير نمط التفكير نحو الأفضل، وإتاحة تعدد الآراء بدون تشنج وعصبيات وتكفير وتخوين...وغيرها من مثالب الجهل والتخلف والتسليم بالأزمات والظروف التي تمر بها الدول"

    "توجيه الآراء إلى وجهة واحدة تجعل المجتمع كالأعمى الذي يمشي بدون هدى، ويظل يفكر بمنطقية واحدة عقيمة ويأخذ ولا يعطي، يرغب ولا يقدم، يطلب ولا يعمل...وهكذا دواليك يحكم على نفسه بالتخلف والتراجع والركود"

    "نرغب في أن نبتعد عن الألسنة الطويلة في المواقع الافتراضية"

    "المتغيرات قادمة لا محالة، يجب أن نتهيَّأ لها آجلا أم عاجلا، ولا ندس رؤوسنا في الرمال كالنعام"



    افضل جملة ذكرها هي :
    الاطلاع الواسع على تجارب الشعوب وكيفية مواجهة المصاعب والتحديات.

    ردحذف