الخميس، 22 مايو 2014

وجهة نظر في هجرة دكاترة #جسق ، وجدل التدوير الوظيفي





بين مد وجزر..يتناول المتابعون والمهتمون بالشأن المحلي العماني تفاصيل كل استقالة يتقدم بها استاذ جامعي بجامعة السلطان قابوس (ومختصرها "ج س ق" على غرار "squ")، كان اخرها استقالة رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية الدكتور هلال الحجري والذي أعلن استقالته عبر حسابه بالفيسبوك دون أن يوضح الأسباب الحقيقية للإستقالة. الكثير من المتابعين يعتبرون ذلك أمر سلبي وفق لمعطياتهم، الأمر بالنسبة للبعض مختلف، فهم يروه زاوية اخرى ويصفونه بحراك الصحي والإيجابي، واتفق مع الرأي الثاني للأسباب التالية:

1.بناء على الإستقالات السابقة لأساتذة الجامعة فإن معظمهم قدموا الإستقالة ليحلوا موظفين أو محاضرين في مؤسسات أكاديمية وبحثية أخرى ومشاريع ضمن دائرة تخصصهم ، فعدد منهم وجد مقعده في مجلس البحث العلمي ومنهم من توظف في جامعة نزوى وأخر في جامعة صحار وأخر في جامعة نزوى وآخرون في مؤسسات أكاديمية أخرى وقليل منهم في مؤسسات القطاع الخاص كإداريين ، ويبدو واضحا أن الأساتذة الكرام لا يقدموا على الإستقالة إلا بعد تأمين مقعد وظيفي أخر أو مصدر رزق مؤكد ، وبالنسبة لهم من السهولة أن يجدوا وظائف برواتب وميزات مغرية تحفزهم على تقديم الإستقالة بناء على السيرة الذاتية والأكاديمية والخبرات والشهادات التي يمتلكها كل واحد منهم، وحتما سيجد الدكتور هلال الحجري على سبيل المثال وظيفة بكل سهولة في أي من المؤسسات الآخرى سواء الحكومية أو الخاصة ولن يتوقف عطاءه وإنتاجه بالإستقالة.



2.عملية التدوير: المقعد الذي تركه الدكتور لن يكون فارغ، فسرعان ما يحل عنه أكاديمي أخر، ومقعد "الآخر" سيحل عنه طرف ثالث، بالتالي سينتج من هذه العملية توظيف جديد أو إتاحة المجال لمن في طابور الإنتظار ليتقدموا خطوة للأمام.


3. الدكتور المستقيل والذي سيحل في وظيفة جديدة سوف لن يكون أقل من وظيفته السابقة، وفي أسواء الحالات فإنه من المؤكد أن الإنتاج الفكري أو العلمي له لن يتوقف، بل ربما سيجد البيئة الأنسب له للإنتاج والإبداع.


4.أيّاً حل الدكتور المستقيل فإنه يخدم وطنه ، فخدمة الوطن لا تقتصر على العمل في جامعة السلطان قابوس، بل في أي مؤسسة سواء حكومية أو خاصة ، فما دام أنه لم يخرج من أرض السلطنة فهذا بحد ذاته نقطة إيجابية.


5. بالنسبة لخسارة جامعة السلطان قابوس للكفاءات حسب ما يصفه البعض فإن الموضوع محل جدل، فلا يمكن أن نعتبرها خسارة لأن من أهداف الجامعة أيضا هي ولادة وتأهيل الشباب وتعليمهم بمختلف المراحل الاكاديمية ، بالتالي هي مصدرة لهذه الكفاءات، ومقابل كفاءة واحدة تخرج هناك كفاءات اخرى تحل محلها في الجامعة لا تقل عنها في المستوى، وإن قلّت فهي فرصة ذهبية لصقلها في الوظيفة الجديدة.

6. آلية العمل والإنتاج التي تعمل بها جامعة السلطان قابوس لا تتأثر برحيل شخص أو شخصين أو عشرة ضمن منظومة دائرة الإنتاج، فالآلية ثابتة والأسماء هي من تتجدد.

7.إحساس بعض الموظفين بعدم الإنصاف الوظيفي في بيئة العمل وارد بشكل كبير في أغلب المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة وذلك لأسباب تختلف من شخص لأخر، ولا يمكن التعويل عليها بالإتهام كـبيئة طاردة للعمل ما لم يتم إثبات ذلك بأدلة واضحة.



لذلك فإنه من غير المنصف أن نطلق عبارة "جامعة السلطان قابوس تهدر كفاءتها " لأن الجامعة هنا لم "تهدر" بل هي "أثرت" (من الإثراء) الساحة بعناصر خبرة من خلال عملية التدوير الوظيفي بين مؤسسة وأخرى . وهي في جميع أحوالها ومواقعها الجديدة والسابقة تحتفظ بنفس العقل المفكر والمنتج.


هناك 3 تعليقات:

  1. كلام رائع ومتزن ...ووضع النقاط على الحروف
    بالفعل أقنعتني بما ورد اعلاه

    ردحذف
  2. من الانصاف معرفة الأسباب الحقيقية للاستقالات.

    ردحذف