الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

بين الحرية المطلقة والمقيدة.. ثمة أشياء تُقال

جدل أزلي عن الحريات
مقدمة:
   قبل أيام وبينما كنت أستمع لإذاعة بي بي سي  شدني سؤال المذيع  لضيفه: أيهما تفضل أن تكون الحرية في بلادك مطلقة أو مقيدة؟
    تخيلت لو أن السؤال موجها لي.. تأخرت في الإجابة، فكانت النفس تفضل المطلق والعقل والمنطق يفضل المقيد، و لكل منهم أسبابه.
وقبل أن اعلل رأيي في الخيارين، دعونا ننظر لواقع "الحرية" في السلطنة.. فلنسأل الجمهور عن مدى شعورهم بالحرية في عمان؟
سألت تسعة من أصدقائي عن ذلك.. اتفق ثلاثة على رأي، وستة على رأي مختلف، واختلف المتفقون على  رأي واحد في تعليل اختيارهم.

سبب اختلاف التعليل:

السبب يعود لعدم وجود معايير تفصيلية في قياس الحرية يمكن أن يطبق على جميع المجتمعات والثقافات والتيارات الفكرية والسياسية والدينية،  ففي القرية الصغيرة الواحدة تختلف المعايير التفصيلية للحرية، فما يراه فلان بأنه "قيد" أو يحد من حريته يراه الآخر بأنه واجب لاعتباراته الدينية أو الإجتماعية أو السياسية، وما يراه فلان بأن استخدام "أمر ما" من الحريات المفرطة أو يعده "ترف" يراه شقيقه بأن هذا الأمر يحتاج لتوسعت أو فض الحواجز عنه لأنه مقيد .. وكلما اتسعت الرقعة المكانية كلما بانت الفروقات في الرأي وتعددت وجهات النظر.

فالتحدي الأكبر لقياس رضى الجمهور عن مستوى "الحرية" في السلطنة هو اختلاف المعايير التي يمكن أن يقيس بها كل شخص حريته إن كانت مرضية أو لا.

 جدل التعبير وتقبل الرأي الآخر:

خلال الفترات الماضية والحالية والمستقبلية  كثر ويكثر وسيكثر الهرج والمرج والقيل والقال في موضوع الحرية والذي يربطه البعض بما يسميه "حقوق الإنسان"، وأبرز ما يتجادل فيه المختلفون هو موضوع ما يسمى بـ"حرية التعبير"، وهذا المصطلح قامت عليه معارك كلامية في كثير من بلدان العالم، بل وصل حد الجدال فيه إلى أحداثٍ مؤسفة صعدت فيها أرواح بشرية للسماء.

وهذا الجدل المستمر بين المختلفين سوف لن ينتهي إلى أن ينفخ "إسرافيل" في الصور، لأن الله خلق الكون بما فيه من البشرعلى أساس الاختلاف، ولكن البشر- لأطباعهم- أوصلوه لحد الخلاف ومن ثمّ إقصاء الآخر تماما، وبأطباعهم أيضا هناك من البشر من ينظر للاختلاف على أنه "لا يفسد من الود شيئا"، وهذا الصنف لا يلبث أن ينجرف نحو 
الإقصائيين بطريقة أو بأخرى.

فمثلا ييمكنك أن تختلف معي على نقطة "نفخ إسرافيل في الصور" التي ذكرتها وتحاول أن تقنعني برأيك فإن لم اقتنع تتركني دون حقد بيننا، و يمكنك أيضا أن تكفرني وتقصيني بحجة أني أتبنى رأيا تراه مخالفا للدين أو المنطق- على سبيل المثال فقط.



يتبع لاحقا عن الحريات المقيدة والمطلقة في سلطنة عمان.. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق