الثلاثاء، 21 أبريل 2015

معطيات الواقع: #عاصفة_الحزم لم تحقق أهدافها لهذه الأسباب



بتاريخ 26 مارس2015م أعلنت المملكة العربية السعودية عن بدء عملية عاصفة الحزم ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وجاء في بيان إعلان العملية أنه "بناء على طلب الرئيس اليمني عبد الرب هادي" قامت العملية، وذلك لاسترجاع الشرعية. (اضغط هنا لقراءة الخبر)

بعد 27 يوم من العملية تقريبا أي بيوم 21 أبريل2015م أصدر الملك سلمان أمرا ملكيا بمشاركة الحرس الملكي السعودي في عملية عاصفة الحزم. (اضغط هنا لقراءة خبر الأمر الملكي)

بعدها بساعات قليلة فقط  أعلنت وزارة الدفاع السعودية في بيانٍ لها  انتهاء عاصفة الحزم وبعد "إعادة الأمل" بعد أن تحققت أهداف العاصفة وهي "إزالة المخاطر التي كانت تمثل تهديدا للسعودية ودول المنطقة والقضاء على الصواريخ الباليستية" التي كانت بحوزة الحوثيين وأنصار صالح. (اضغط هنا لقراءة بيان وزارة الدفاع السعودية)

وبعد وقت قصير جدا خرج المتحدث باسم غرفة عمليات عاصفة الحزم "عسيري" وأعلن وقف العملية العسكرية بناء على طلب من الرئيس هادي، وقال بأن العملية حققت أهدافها المتمثلة بمنع الحوثيين من دخول عدن وإعادة الشرعية ،وإزالة المخاطر عن السعودية. (اضغط هنا لقراءة خبر تصريح عسيري)

وميدانيا فإن العاصمة اليمينة صنعاء لا تزال تحت سيطرة الحوثيين رغم القصف الذي يقدر بما يقارب ألفين ونصف الألف طلعة جوية.

وبعيدا عن مسألة "مع" أو "ضد"، نحن أمام معطيات وأحداث واقعية وبيانات وفق ما أعلنته وسائل الإعلام الرسمية، ولو نظرنا إليها نجد التالي:

-البيان الأول الرسمي قال بأن هدف العملية هو استعادة الشرعية وأنها جاءت بطلب من الرئيس الشرعي هادي.

-البيان الأخير لوزارة الدفاع أعلن انتهاء العملية بعد أن حققت أهدافها وهي إزالة المخاطر عن السعودية والقضاء على الصواريخ الباليستية التي كانت بحوزة الحوثيين وأنصار صالح.

وهذا أقرب للتناقض في بيان لنفس المؤسسة، فشتان بين الهدفين أو الشماعتين، فان تقوم بشن حرب بناء على طلب الرئيس هادي يختلف كليا عن هدف إزالة المخاطر على السعودية والقضاء على الصواريخ الباليستية اليمينة!

وما يؤكد هذا التناقض وأن ثمة حالة من الربكة وعدم التنسيق بين قيادات العملية الميدانية وبين القيادات الأعلى مثل وزراء الدفاع، أن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمر قبل ثلاث ساعات فقط من إعلان وقف العملية أمر بمشاركة الحرس الملكي السعودي في عملية عاصفة الحزم!

وبين كل ذلك.. ماذا حققت العملية في الميدان؟ فصنعاء كانت تحت سيطرة الحوثيين قبل العملية، والتعلل بأن من أهداف العملية حماية عدن من الحوثيين فهذا أمر لا يدعوا للتفاخر أو التعلل به، فعدن رغم أهميتها ليست اليمن كله، كما أن العاصمة الإدارية لليمن هي صنعاء.

وبعد انتهاء العملية لا تزال صنعاء تحت سيطرة الحوثيين!
رغم أن السعودية قامت بدعم سخي للمقاومة الشعبية والتي تتكون من أبناء القبائل الموجهين ضد الحوثيين وانصار صالح.

أما عن التعلل بأن الهدف هو حماية السعودية ودول المنطقة من خطر الحوثيين فهذا مشكوك فيها وبقوة، وهو هدف مطاط جدا وغير دقيق، فأي خطر بالضبط الذي يهدد السعودية؟ هل جماعة الحوثي كشخوص؟ أو الفكر الزيدي الذي يعتنقه الحوثيين؟ أو الأسلحة التي سيطر عليها الحوثيين؟ أن تفقد الحوثيين سيطرتهم على المناطق التي بسطوا سيطرتهم عليها؟!

ثم أن هناك أمر مهم للغاية، وهو كيف تعلن أن هدف العملية إعادة الشرعية وأنها نجحت في ذلك ثم يخرج الرئيس هادي بكلمة وهو في الرياض!، فأي نجاح هذا وهادي لا يستطيع أن يدخل القصر الرئاسي بل لا يستطيع أن يدخل العاصمة صنعاء!!

كل ذلك لم يتحقق سوى إضعاف قوة الحوثيين التي أصلا لا تعتبر من قوتهم الحقيقية، أي أن القوة التي كانت معهم هي عبارة عن عتاد الجيش الموالي لصالح وهو عتاد الحكومة اليمنية وعتاد الشعب اليمني، فالصواريخ الباليستية وغيرها لم تكن بيد الحوثيين من قبل، والقضاء على تلك الصواريخ لا يعني إضعاف قوة الحوثيين الحقيقية.


لو أخذت نظر متفحصة على الخطابات والبيانات الرسمية ووقائع العملية الميدانية وما فعلته في الأرض فعليا ستتضح الصورة أكثر لمن يسأل عما إذا كانت عاصفة الحزم قد حققت أهدافها أولا، وبالأحرى ما هي أهدافها الحقيقة أصلا. وهل قامت الحرب لمساعدة اليمن والشعب اليمني أو لإزالة خطر محتمل على السعودية فقط؟! وبعد أن زال خطره عليها انسحبت!؟ أو لصناعة "بعبع" وهمي يقابل "البعبع" الإيراني الحقيقي؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق