الثلاثاء، 9 فبراير 2016

" بروباجاندا" دبي، ودورها في النقد السلبي


تصلني-كغيري- عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات الصحف أخبار مختلفة عن دبي وما يقوم به الشيخ محمد بن راشد، في سبيل تطوريها وتنميتها، وما ينشره من تغريدات عبر حسابه في "تويتر"، يكشف فيها عن طموحاته وأهدافه على مستوى الدولة، وما يصاحب تلك التغريدات أو الأخبار من عملية مبرمجة تختص بجانب الترويج الإعلامي  بشقيه التقليدي والحديث، وهذه خطوات تخص وتستهدف الشعب الإماراتي الشقيق بطبيعة الحال.

ما أود قوله هنا  بأن ما تقوم به دبي هو يخص شعب الإمارات، ولا علاقة لنا –كمواطنين لدولة اخرى- بها، كما لا يجوز اخلاقيا ما يقوم به البعض من النياح والصياح والمقارنة بين ما تقوم به دبي أو تعلن عنه وبين بلاده، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع دبي أو مع حكومتنا، ففي جميع الأحوال ليس من المعقول أنتهاج هذا المسلك في السعي لتطوير وخدمة الوطن!

أحترم جدا رأي من ينتقد بوعي ويقدم الحلول ويستميت في سبيل فكرته مهما كانت، لكن بالتأكيد اختلف مع ممن يحاول التقليل من شأن بلده عندما يقارنها بغيرها، إن كُنت ترى بأن بلدك يلزمها الكثير من العمل والخطط من أجل أن تواكب التطور والتقدم المنشود، قدم مقترحا، انتقد نقد بنّاء تقدم من خلاله المقترحات والأفكار، انتقد دون أن تقلل من قيمة بلادك وقيمة الحكومة، ففي النهاية الحفاظ على سمعت البلد ليست حكرا على المسؤولين أو غيرهم، سمعت البلد هي لجميع المواطنين، بغض النظر عن وظائفهم، ووجود فساد أو انتهاكات أو ضعف في الخدمات أو غيرها ليست سببا في كيل الشتائم والتهم للسلطنة، بل هي دافع ومنطلق لإصلاح العيوب والتنبيه بشأنها. ولا أحد ينكر وجود الخلل والفساد، لكن الإصلاح طريق صعب ويحتاج لعقول واعية وتتحمل المسؤولية.

ثم ان هناك أمر مهم جدا، سبق أن أشرنا إليه في تدوينة سابقة، وهي مسألة الدعاية أو "بروباجاندا" التي تتبعها بعض الدول، كمثال فقط: أن تنشر صورة رئيس دولة أو مسؤول كبير وهو يجلس وسط الحضور وكأنه شخص عادي، هذا لم يأتي من باب الصدفة، بل هو أمر مخطط له تماما، يدخل في صناعة النجوم أو الشخصيات العظيمة، هناك شركات ومؤسسات متخصصة تم التعاقد معها من اجل تقديم تلك المقترحات والعمل على ترويجها من نوافذ غير رسمية مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وغيرها المئات من الأمثلة.  

المهم من ذكر هذه النقطة أنه ليس كل ما يصلنا هو حقيقي تماما، وإن كان حقيقيا فله أهدفا أخرى تتعلق بالتقارير الدولية والتقيمات التي تتعلق بمستوى الرفاهية وتصنيف الإئتمان العالمي والتصنيفات الدولية فيما تتعلق بجميع المجالات مثل السياحة والتعليم والصحة والأمن وغيرها، لهذا تحصد بعض الدول تقيمات عالية لكن لا تعكس الواقع تماما.

الخلاصة: كشعب  نتفق مع الحكومة في أمور ونختلف معها في أمور أخرى، وربم تكثر الأمور التي نختلف معها، لكن هذا الاختلاف لا يعطينا العذر في استغلال أي خبر وارد من  دول الجوار لتقليل من قيمة بلادنا أو هيبة الحكومة، ولا وجه للمقارنة ما يحدث في دول الجوار مع ما يحدث في السلطنة، من حقنا أن ننتقد لكن أن نقدم الحلول أولا، كما أن مسألة النقد البناء لا تعني بحال من الأحوال أن تقلل من قيمة بلدك. فسمعت "عمان" أيضا أمانة في أعناقنا.


هناك 3 تعليقات:

  1. أعترض معاك ، ما نراه في دبي ليس مجرد تمثيل
    بل بحكم الجوار و القرابة ، فأن قراراتهم نلمسها
    بينما نلمس التخلف في قرارات حكومتنا الموقرة
    ليست مجرد رسائل في مواقع التواصل الاجتماعي
    بل أشياء نلمسها ونراها واقعاً حقيقياً

    ردحذف
    الردود
    1. المدون ذكر: "ليس كل ما يصلنا هو حقيقي تماما"، وهذا معارض للتعميم الذي بنيت عليه، ثم أنه -كما أرى- يشير إلى التخلي عن النقد السلبي، والتوجه للتطوير من خلال النقد الإيجابي البناء، ومن ذلك عرض حلول واقتراحات، والعمل عليها، عوضا عن البقبقة والأحاديث التي لا طائل منها. أتفق مع الكاتب، وأشكره على هذه الإشارة وهذه البادرة الطيبة، إلى الأمام سيدي.

      حذف
    2. المدون ذكر: "ليس كل ما يصلنا هو حقيقي تماما"، وهذا معارض للتعميم الذي بنيت عليه، ثم أنه -كما أرى- يشير إلى التخلي عن النقد السلبي، والتوجه للتطوير من خلال النقد الإيجابي البناء، ومن ذلك عرض حلول واقتراحات، والعمل عليها، عوضا عن البقبقة والأحاديث التي لا طائل منها. أتفق مع الكاتب، وأشكره على هذه الإشارة وهذه البادرة الطيبة، إلى الأمام سيدي.

      حذف