تنويه: العنوان هو اقتباس حرفي من القرآن
الكريم، سورة الأنبياء، الآية رقم (81)
قبل أن ابدأ كان لابد من التنويه أعلاه، حتى
لا أقع في المحظور الذي قد لا ينتبه له الكثير من القراء- ليس من ضمنهم سليمان
المعمري.
فعين سليمان رغم زجاج النظارة المتدلية
أمامها إلا أنها لا تنتقل من سطرٍ إلى آخر إلا وتضع على كل سطر مائة سؤال كأسألة
القاضي، ولا جواب لتلك الأسئلة إلا مع سليمان نفسه، فيبدأ بمرحلة محاكمة النص
وفقاً للمعطيات ووفقاً لأدواته الخاصة، ليصدر بعدها الحكم الإبتدائي فإما "نص
أصيل" أو "إنتحال ذميم".
قد يعتقد البعض أن عملية كشف الإنتحال في
النصوص هي عملية سهلة وذلك عبر "العم جوجل"، والحقيقة ليست كذلك، وإن
كان "جوجل" أو بعض المواقع المتخصصة أدوات مهمة لكن ليست الأهم، فالذاكرة
القراءية البشرية العنصر الأساس، ثم التفكير الناقد، ومعرفة اسلوب الكاتب ولغته، هذه
الأدوات لا تتوفر إلا في
"النوابغ" من القراء كمثل سليمان المعمري، وأحمد النعيمي وسعود الزدجالي.
المدهش في موضوع الإنتحال؛ أن المنتحل وكاشف
الإنتحال "نعتقد إفتراضاً" أن يكونا على درجة كبيرة من الذكاء، لذا –وللإسف-
يحاول بعض المنتحلين تطوير اسلوبهم، فيتجاوز سرقة النص حرفياً ليسرق الفكرة، ويطرحها
بصياغة مختلفة، وهنا يصعب كشفه عبر
"جوجل" إلا بوجود ذاكرة قوية وإطلاع مستمر وقارئ نهم وذكي مثل سليمان
المعمري.
ما يقوم به المعمري في صفحته بالفيسبوك من
كشف مستمر لحالات إنتحال في صحافتنا المحلية وما يبذله من جهد في سبيل ذلك هو
ورفاقه مثل المعيني والزدجالي والعاملين بمدونة "إنتحالات" حتما له أثر إيجابي كبير على المشهد الثقافي في
السلطنة، أبسط الإيجابيات أن لا يسلم القاري بكل ما يقراه بل عليه أن ينشط خلايا
عقله وذاكرته، وخاصة ذلك الجزء المتعلق بما يسمى "العقل الناقد"، كما أن
كشف حالات الإنتحال هي رسالة قوية لكل كاتب أن هناك من هو أذكى منه وقادر على كشف
سوءته.
فتحية إجلال وتقدير لسليمان وريحه وعاصفته
وقلمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق