الخميس، 27 فبراير 2014

نفرتيتي:طفلها كبر... والطفل بداخلي لم يكبر!!



أشعر بالحزن، ولم أكن لأحزن لولا أن زرت معرض مسقط للكتاب في نسخته 19، نعم بسبب زيارتي لأجنحة المعرض تلبسني الحزن.

خرجت خاوي اليدين من أي كتاب، حتى أني رفضت أن أحمل معي قصاصات ورقية عبارة عن خارطة لأركان المعرض، خرجت وكأنّ الطير تحوم فوق رأسي شفقة من ثقل الخيبة التي أجرها خلف خطواتي.

اختفت كثير من الملامح والمعالم التي كانت تبتسم لي وأنا في طريقي باتجاه البساط الأحمر المفروش على مدخل المعرض، لم تعد روحي ترى شيء منها، لقد اختفت، وتكومت مكانها لأشباه صور لأشباحٍ لا يبتسمون، لم أعلم بأن لدي كل هذا المخزون من الحزن!!

 أتعلمون أي حزنٌ يسكنني؟!

حزن نتاج تفاعل فيزيائي وكميائي بين الحنين والشوق والفراق مع عاطفة الحب الكئيبة، التي لم أعد أطيقها.

نعم..إن للحب كآبة كما للحب لذة النشوة عندما يرتفع مؤشر هرمون الأدرينالين.

          

إلتقيت بين أكوام الكتب بوجوه افتقدتها لسنين، فلان وفلان وفلان..

 يااالله!! أدركت إنني أعيش وحيدا، وإلا فكيف لي بحياة لا أتسامر فيها كل ليلة مع فلان وفلان وفلان وجمع آخر لـ"فلان"!!
أحسست وكأني قادم من جزيرة منعزلة في وسط المحيط، لم أحتمل أكثر ، فقد تداخلت معي المشاعر ببعضها ويبدوا أن خلل ما قد أصاب مركز التحكم العقلي لدي.
.
.
.
أسألكم بالله: هل هذا سبب مقنع لحزني؟!! هل أقنعكم العذر المبرر لكمية الحزن التي تسكنني!!؟

أنني خائف حتى من قول الحقيقة.

هذه الحروف لا تتسع لسبب حزني، كيف أصف لكم المشهد؟! ساعدوني.. بل سأطلب المساعدة من الله لعله يخفف عني صدمة المنظر فأبوح لكم كربي.

أتعلمون.. شدني الفضول لركن الأطفال، وربما الفراغ أو اخرى ، خرج الطفل الذي بداخلي وأوقف جثتي عند كومة من دفاتر ذات رسوم الأطفال، البائع منشغل مع اسرة صغيرة تشتري لطفلها ما تراه مناسب له.

تبا...هذا الصوت... نعم هو....صوتها...

يااا إلهي أغمرني برحمتك... مرّت عشر سنوات..طفلها كبر... والطفل بداخلي لم يكبر!!




حكاية نفر 28/2/2014


هناك تعليق واحد:

  1. الحَنِين بِداخلنا يَكْبُر . . و يَتصيد الفُرص لـ يَطْفو على السطحِ . .
    مِن أَصعبِ المَواقف أَنْ نَصطَدِم بـ المَاضي فَجأة دُون سَابِق انْذار.

    مُتَابِعة لكَ :)

    ردحذف