الأربعاء، 19 مارس 2014

شظايا المشهد تتساقط، والبرواز يتعرى !!




في عام 2010م.. لم يكن أكثر المتشائمين أن يتوقع أن يصل الحال بالمشهد الثقافي العماني عام 2014م بهذا الانحدار، بل على العكس تماما، لم يكن من لدى "السلبي" ما يعزز به سلبيته إزاء ما يمكن أن نطلق عليها "الثورة الثقافية العمانية" وتوالد المثقفين قبل خمسة أعوام وكأنهم من كل حدب ينسلون!

خلال الفترة الماضية القريبة سقطت عدد من شظايا المثقفين وأشابههم بل وتهاوت من علوٍ سحيق، ولأن المشهد الثقافي العماني ما هو إلا عبارة عن زجاجة رقيقة مهشمة في كثير من زواياها، زجاجة تعاني من الترهل والضعف والوهن  كحال غيرها من المشاهد فكثر سقوط الشظايا المتدلية عبر خيوط العنكبوت، سقوط ليس كمثله سقوط، إنه سقوط نحو المنتهى!

شظية:

الكاتب أحمد المعيني ينسف عبر سطور قليلة ما دُوّن عبر كتابات كثيرة بإسم "مبارك الحمداني" المحسوب على المثقفين الجدد، فيعريه تماما لتنكشف عورة "السرقات الأدبية"، قد نتعاطف مع صدمة ذاك الشاب المنتشي بالظهور ولكن لو جلسنا بكرسي القاضي أو "قانوني" ونظرنا لهذه القضية وأحكمنا الغلق على مشاعرنا في النتيجة هي  "سرقة"، سواء جزئية أو كلية.

شظية:

الكاتب حسين العبري صاحب "الوخز" ينسف عبر مشروع رواية أسماها "سفينة الحمقى" المدون معاوية الرواحي-أو الكاتب مع التحفظ، ليس نسفا في أخلاقيات معاوية بل نسفا في أخلاقيات العمل الأدبي، وأخلاقيات العمل المهني كذلك، قرأت الرواية بعد أن قام بنشرها المهذون، رعغم أني قرتها على عجالة أو بما يمكن أن نسميها "القراءة السريعة" إلا أنه تأكد لي اتهام معاوية لحسين، فشخصية مروان في الرواية لا تحتاج لأي نباهة أو شكوك حول ربطها بشخصية معاوية الرواحي المدون أو الكاتب، حتى تاريخيا له دلالة واضحة، فمن نسل معاوية خرج مروان الأمويّ.

شظية:

الكاتب-مع التحفظ، والمدون بجدارة "معاوية الرواحي" نسف الكاتب حسين العبري عبر مدونات مرئية وكتابية، لعد أطلق معاوية رأس حربته فأصاب حسين في مقتل، أصابه في معتل أخلاقيات النشر وأخلاقيات الأدب وأخلاقيات المهنة، لا علاقة لي بأحدهما، ولا معرفة لي بهما، ولكن من جهة نظري ما فعله معاوية بحسين مبرر جدا، بل جدا جدا، فالعقاب من جنس العمل، والعقاب هنا هو "النشر".

شظية:

لا أريد أن أقلب الماضي الذي يعتبره بعض المتابعين محل خلاف وجدل أو بالتأكيد يرى البعض أن لا داعي لذكره ، ولكن التاريخ لا ينسى ولذا حتما فإنه لا يرحم إذا ما أدخلنا المشاعر فيه، إنه "ميثاق الخلاص"، أحدث شرخا ليس بالهين في صورة المثقف العماني المرسومة لدى كثير من العامة المتابعين.

شظايا:

لا يمكن أن نحصي عدد الضربات على صورة المشهد الثقافي العماني، حتى لأظن أن البروزا سيبقى في يوما ما عاريا‘ فال صورة ولا حتى زجاج، كما كبيرا من الشظايا قد تطاير خلال الشهور والأعوام الثلاثة الماضية، لدرجة من يعتبره البعض ركن أساسي في هذا المشهد وهو صاحب "تشاؤل"سبق وأن لكمنا بضربة كادت أن تسقطه عام 2011م في عموده المعنون بـ"انتخبوا أم علي"، كما تلاحقه عدد من السقطات الأدبية في جريدة عمان منها لكاتب يعرف نفسه على أنه "مستشار تربوي"، وتشقق بسيط أحدثه أحدهم في ملحق أشرعة بعدما اختتم ما أسماه بـ"القصيدة" بالعبارة:(وتعود جارتي الفقيرة وهي عارية وتقول لي أرجوك زوجني ولو رجلا خنيثا..)، وإحداهن من كانت تضع سبابتها على طرف حاجب عينها أيضا أحدثت شرخا في ما تبقى من زجاج المشهد المترهل، هذا كمثال، فغيرهم العشرات.

ما حدث ويحدث وسيحدث في الجمعية العمانية للصحفيين يكفي أن تهز ما تبقى من هيبة البرواز لسنواتٍ قادمة، الجمعية العمانية للمسرح حتى أنه لا تستحق عناء الذكر هنا لعمق ما خلفته من جرح في الصورة الثقافية والفنية العمانية، جمعية الكتاب رغم إيجابياتها وفائدة "اللوبيات" المتكومة حواليها، إلا أنه تلك اللوبيات والتجمعات أخذت مسار سيء عبر التشفي من الآخر بإستخدام ما يسمى بـ"الشخصنة.


آخر الشظايا:

المشهد الثقافي لا يقاس بعدد الكتاب ولا بكمية الإنتاج بقدر ما يقاس بجودة العمل، لذا أن تبقى شظية واحدة معلقة في البرواز الثقافي لها إنتاج "مجود" و"مُجيد" خيرٌ وأبقى من شظايا الكم.
  
  
حكاية نفر20 مارس2014م






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق