الجمعة، 28 مارس 2014

جمعة "تويتر" بين شراء المتابعين وتصفية الحسابات



في الصباح الباكر أخذت هاتفي المثقل بالرسائل الدينية بمناسبة "يوم الجمعة" الذي تحدث فيه "إسبوعيا" عملية تحول في الثيمات المزاجية والتوجهات الدينية، فمن كان يرسل في ليلة الخميس مقاطع أو صور من خارج إطار النشر العام الأخلاقي إلى أن يبادر صباح الجمعة بإرسال الأدعية والأحاديث الوعظية، في إحدى المجموعات الواتسابية وجدت أن الشباب قد كسروا العادة الأسبوعية، فلم تكن رسائلهم عن فضل سورة الكهف، بل أن موضوع هذه الجمعة كان مستجد ومستحدث على الساحة الواتسابية العمانية، جدل الأصحاب ابتدأ برسالة أحدهم كانت عبارة عن مقطع على اليويتوب بعنوان "فضيحة شراء المتابعين في عمان".

شاهدت المقطع، وقادني الفضول على "تويتر" لأقرأ ردة فعل "المستهدف" وشاهدت حوارات ساخنة وتغريدات ساخرة واخرى متضامنة، وبرأي بأن الموضوع برمته ابتدأ بشرارة خلاف شخصي بين المغردين نتج عنه كشف عملية "شراء المتابعين، من ذلك استنتج التالي:

-          عملية شراء المتابعين بتويتر أو بغيره يمكن تصنيفها في –الغالب- تحت بند "عقدة النقص" والبحث عن "الشهرة".

-          الفيديو المرفوع على اليوتيوب تحت عنوان" فضيحة شراء المتابعين في عمان" تغلب عليه "الكيدية"، فلم يكن منصفا أبدا ولم يطرح القضية بحيادية بل فعل العكس تماما، كانت رائحة ما تشبه "الحقد" طاغية على الفيديو ومركز على شخص معين "ابن تميم، ثم عرج على زميله "المرشودي"، فلا يمكن بأية حال أن نعتبر الفيديو طرح لقضية عامة لإخلاله بمعايير النشر الإعلامي، كما  أنه من الواضح أن صاحب الصوت في الفيديو ابتعد عن "المصداقية" حين قال بأنه لا يدخل تويتر ثم ذكر في سياق الحديث "عالعادة" وهذه تكشف متابعته المستمرة لتويتر.

-          تزامن نشر الفيديو مع اعلان حساب إخباري مشهور في تويتر وهو "شبكة الأخبار العمانية" بأن "ابن تميم" لم يعد يمثل الحساب، على اعتبار بأن الأخير كان ضمن طاقم العمل في الحساب، وهذا يقودنا للنقطة الأساسية في خروج الموضوع للعلن وهي "تصفية حسابات".

-          كما تزامن أيضا قيام المغرد "بدر الجهوري" بالحديث عن عملية الشراء بإعتبارها "فضيحة"، وتجاوب معه عدد ليس بالقليل ممن يمثلون تيار فكري مختلف تماما مع الفكر الذي يمثله "ابن تميم" و"المرشودي"، فمنهم من وصف الأخريين بـ"المطبلين" وهي كافية بأن نفهم التضاد بينهم.

-          قانونيا-حسب ما أفهم- فإنه لا حق لـ"ابن تميم" بأن يرفع قضية "تشهير"، كون من شهّر به سواء بالفيديو أو بالتغريد لم يتجنوا عليه بألفاظ خارجة عن الإطار العام أو القدح في الشرف أو العرض أو غيره، بل هي اجتهادات "فنية" لتفسير حالة مثيرة للفضول عندما يشاهد المرء تغريدة إنشاءية وقد تم "رتوتها" بمئات المرات.

-          بعيدا عن هذا وذاك، فإنه من الناحية "الشخصية" أو الحرية الشخصية لا علاقة لأي كان بـ"س" من الناس حول شراءه للمتابعين سواء وهميين أو غيره ما لم يضر بالآخرين، ولا أعتقد بأن هناك مضرة من شراء "ابن تميم"- للمتابعين -على سبيل المثال- بالآخرين، فهو حر بحسابه، وإن شعر "ص" من الناس بالإنزعاج  فما عليه إلى عمل "انفولو" أو "بلوك". (كمثل الفقير الذي يستلف من البنك من أجل شراء سيارة بوجاتي)، ففي النهاية له الحرية فيما يفعل.

-          قام معرف سعودي اسمه "متخلف" بتوضيح عملية زيادة عدد إعادة التغريد لـ"ابن تميم" ، فحسب كلامه بأن الأخير هو صديقه ويقدم له خدمة إعادة التغريد بطريقة "يدوية" وليست عملية شراء وهمي، بمعنى أن يقوم بإرسال التغريدات عبر "الواتساب" لكل المضافين على هاتفه ثم يقومون بدورهم بإعادة التغريد، وقام "متخلف" بتجربة فورية لتغريدة "مازن الهدابي" التي ارتفع عدد إعادة التغريد لها في غضون دقائق لأكثر من خمسمائة إعادة تغريد، لكن هذه الطريقة يبدوا لي بأنها "غير بريئة".

-          نقطة أخيرة: المواقع التي تقدم خدمة كشف مسار التغريد والمتابعين للحسابات غير دقيقة تماما، فهي تقيس بمعاير (1+1=2) بمعنى أنها تقيس مسار زيادة عدد المتابعين عبر خط زمني، فإن حدث أن تابع حسابك عدد كبير في فترة وجيزة فإنها تعتبرها عملية شراء أو عملية سلبية بغض النظر عن هي حسابات وهمية أو حسابات تعود لمغردين "حقيقيين" وتمت بطريقة طبيعية.

ختاما لا أتمنى بصفتي عدد ضمن أعداد المغردين العمانيين (بالمناسبة متابعيني لم يصلوا حتى 200 *_* ) أن يكون استخدامنا لمواقع التواصل الإجتماعي لغرض تصفية الحسابات أو لغرض الشهرة الزائفة، ومن أراد زيادة متابعيه فعليه أن يتميز بما يقدمه للناس من فائدة علمية او اخبارية لا أن يسلك طرق تعتبر في كثير من الأحيان طرق ضعاف النفوس حسب ثقافة مجتمعنا العماني. وبمناسبة "يوم الجمعة" أدعوكم لتصفية النفوس والتصالح مع خصماكم ، وأمتعونا برسائلكم الدينية بدل هذا الهرج والمرج الإلكتروني الفاضح.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق