الاثنين، 21 أبريل 2014

جمعية الصحفيين.. ليست مجرد (بوق × 10)


شعار جمعية الصحفيين العمانية



يحدث أن تندهش "بإقتناع" من سرعت نمو ابن الجيران بعد عن غابت عينك عن رؤيته فترة طويلة و الذي اتبط بذاكرتك عبر مواقف كان هو في سنواته الأولى من الطفولة، وها هو اليوم في عامه العاشر وقد بدأت ملامح وجهه تتغير عن ملامح "طفل ذاكرتك"، حينها قد تقول (ماشاء الله/ كبُر فلان بسرعة).
......................
ويحدث أيضا أن تندهش "بإستغراب" عندما تتذكر بأن جميعة الصحفيين العمانية قد ولدت عام 2004م، أي مرّت عشر سنوات...، سنة سنيتن ثلاث أربع..... نعم أنها عشر سنوات!!
يا إلهي..يبدوا انني أعيش في عالم السرعة فعلا، وربما في الساعة الزمنية التي تصرّ أن تقفز بي نحو السنوات المستقبلية البعيدة، لقد وضعتني هذه الساعة في عام 2014م، فهذه السنة بناءا على الطموح والأهداف العملاقة لجمعية الصحفيين تعتبر سنة "الصناعات الصحفية النووية الثقيلة"
إذن دعونا نرى بعض من المنجزات العملاقة والطموحة لهذه الجمعية الرائدة، لكن كيف نعرف تلك المنجزات؟؟!
ألكم أن تخبروني أين يمكن أن أتشرف بمعرفتها؟
...حسنا..اقتراح جميل..، الموقع الرسمي لجمعية الصحفيين العمانية، فبالتأكيد به الخبر اليقين.. بسم الله ..نتصفحه:
…………………
في الموقع.. طالب الضباري أحد أعمدة الجمعية يكتب مقالا بعنوان "عمانتل تحذر المشتركين"، يبدوا انه نشر في احد الصحف المحلية، يمتدح فيه "مدحا" و"تمجيدا" و"تصفيقا" شركة عمانتتل للأتصالات.

هاااائل، عظيييم، هذه المقالات وإلاّ فلا، إنها قضية مهمة فعلا ويجب معالجتها ونشر الوعي عن هذه الثقافة، انظروا لهذا الصحفي "الشاطر" و"الفلته"، فمن خبرته الصحفية وإدراكه بمعنى المسؤلية الإجتماعية ووعيه بدور الصحافة بصفتها سلطة رابعة فقد طرح أهم قضية خلال هذا العام، فأوجز خبرة هذه الجمعية خلال العشرة سنوات في موضوع مهم للغاية، فكان علينا أن نعرف بأن على مشتركين عمانتل دفع الفواتير!!

صورة حديثة لإدارة جمعية الصحفيين مع الرئيس التنفيذي لشركة عمانتل

............................
بعد عشرة أعوام من إنشائها، جمعية الصحفيين تستقطب الأقلام الشابة، بل أن الوجوه بمجلس الإدارة تتغير كل فترة إنتخابية، نعم، إنها الديمقراطية والرأي والرأي الآخر، إنها الحرية الصحفية، انهم لا يحبون الكراسي،لأنهم صحفيون يعشقون العمل في الميدان الصحفي،وعندهم إيمان بضرورة التغير بين فترة واخرى، فلم يعد هناك باقوير ولا الجهوري ولا الجهوري الثاني ولا الجهورية الثالثة ولا الضباري ولا المطاعني ولا الطوقي ولا الحبسي وغيرهم، فقد افسحوا المجال لغيرهم من الشباب لإدارة الجمعية وإثراءها بأفكار ومشاريع صحفية جديدة!.
.......................
صورة جماعية لإدارة جمعية الصحفيين مع وزير الإسكان

بعد عشر سنوات، لم تعد إدارة الجمعية تذهب في زيارات سياحية لمكاتب المسؤولين بالمؤسسات الخدمية مثل وزارة الإسكان، ولم تعد تقدم "الطلبات"، ولم تطلب الأرقام الخاصة من شركات الإتصال، ولم تقبل الهدايا الإلكترونية مثل الهواتف النقالة من الشركات والمؤسسات، بل لم تعد تطلب الهدايا ولا تستقبلها أبدا، فالقلم النظيف لا يستقبل هدايا كسب الود حتى ولو كانت تذكرة سفر!.
.......................
بعد عشرة أعوام، لم تعد نفس الوجوه "المؤنثة" التي ترافق بعثة إدارة الجمعية في سفرياتهم العملية المهمة في مناقشة القضايا المصيرية ببعض الدول، بعد هذه السنوات تغير الوضع ولم تعد مصورات جمعية "الصحفيين" هن "مصورات الأستوديو"، حتى أن الوافد الجديد في إدارة الجمعية ورئيس لجنة التصوير الصحفي  "المصور البحري" لم يصطدم أبدا بقرارات أعمدة الإدارة العظماء بضرورة مشاركة "مصورات الإستوديو" في معرض تموله وزارة الخارجية.
......................
بعد هذه السنون، لم يعد يتراشق أعضاء الجمعية في الصحف، ولم يكتب المطاعني مقالا جميلا يمتدح فيه زميله الشيدي، ولم يمنّ عليه برحلة فلسطين، ولم يمنّ عليه بمساعدة الجمعية له في قضية "نشر"، ولم يعد "العبري" وهو حاليا من  أبرز الصحفيين في السلطنة يفضحهم، كما أن حساب الجمعية في "تويتر" يغرد بطرح قضايا مهمة للناس، بل ويتفاعل معهم بإحترافية وبأسلوب لبق!
..............
بعد السنوات السمان، لم يتصارع أعضاء الجمعية مع بعضهم، ولم تتكتل اللوبيات، ولم يعد أحد منهم يغتاب الآخر، بل هو الحب والإخاء والصفاء بينهم، ولم يستقل أحد، ولم "يتعمد" إستبعاد أحد من سباق الإنتخاب.
:::::::::::::::
بعد عشرة أعوام، تغير ابن الجيران، وتطور في مهاراته الكتابية والكلامية، وتغيرت تصرفاته السلوكية للأفضل، فكل سنة تمضي من عمره تصنع فيه الإنسان...
وبعد عشرة أعوام من ولادة جمعية الصحفيين... لم تعد مجرد (بوق × 10)، وافهم يا فهيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق