"لماذا تكتب باسم مستعار".. يتساءل
أصدقائي في "الفيسبوك"، لماذا لا تكتب باسمك الحقيقي؟!
في
الغالب من يسأل هذا السؤال يكون مسجلا باسم علم حقيقي، فـ"فلان الفلاني"
يتساءل عن الاسم الحقيقي لـ"اسم مستعار"، وهناك عدة وجهات نظر وآراء حول
هذه المسألة –إن كانت تستحق أن تكون كذلك، المزعج في الأمر أن البعض يتبنى رأيا
متزمتا وإقصائي لدرجة أن يطلق بعض عبارات الشك والتخوين وأوصاف أخرى لأصحاب
الأسماء المستعارة، أو أنه يقلل منهم ومما يطرحوه.
ولكوني أكتب باسم مستعار هنا-وبأسم حقيقي منذ
منتديات "فرق" و"سبلة العرب" فسأوضح بعض النقاط بشيء من الحيادية-حسب زعمي،
ومن له رأي آخر فله أن يفدينا به وسأدرجه في هذه التدوينة تحت عنوان "آراء أخرى":
-فرضا لو كتبت باسمي الحقيقي بدل "حكاية
نفر" هل ستنزل عليّ أفكار لأكتبها غير تلك التي أكتبها بالاسم المستعار؟!،
حتما لن يكون، لأن الكاتب واحد والفكرة واحدة، ويبقى الاسم مجرد رمز. فما يخرج من
"المستعار" هو نفسه ما سيكتبه الاسم الحقيقي، وتبقى الفكرة المطروحة أو
الموضوع هو محل النقاش سواء بالاتفاق أو لا.
-أكتب حاليا برمز "حكاية نفر"
ليعرف الجميع بأنه اسم مستعار، لكن ماذا لو استخدمت أسم علم حقيقي ولكنه ليس اسمي
كمثل أن أكتب "فلان/ه الفلاني" وأضع صورة لوجه إنسان أجلبها من جوجل،
فهل ستعرف إن كان إسمي فعلا أو لا؟! في الغالب لن يكون سهلا أن تكتشف ذلك.
-السؤال الأهم: ماذا ستستفيد كـ"قارئ"
من كون كاتب (المنشور أو التغريدة أو المقال) هو اسم حقيقي أو مستعار؟!، طالما أنه
يناقش أو يطرح فكرة؟!، فالأصل في القراءة أو النقاش هي "الفكرة" وليس الكاتب.
-أصحاب الاسم المستعار يروا أن وضعهم كهذا
يجنبهم الحرج ويعطيهم أريحية في النقاش وفي الرد وحتى يجنبوا أنفسهم من حالات
"الزعل" أو ما شابهها من قبل معارفهم وأصدقائهم في الحياة الاجتماعية
الواقعية ، فعلى سبيل المثال لو كتبت بإسمي الحقيقي سوف أتحرج من أن انتقد فلان
وفلان لأن ذلك سيثير بيننا في الواقع حالة من عدم الرضى وهذا أمر وارد وطبيعي.
ومن تجربة شخصية انتقلت من الكتابة بإسمي
الحقيقي منذ منتديات "فرق" و"سبلة العرب" لأقرر الكتابة باسم
مستعار بسبب تحسس كثير من أصدقاء الواقع من الردود في المناقشات في العالم الافتراضي.
-يطلق على مواقع الإنترنت "العالم الافتراضي"،
لذا فمن الطبيعي أن من يكتب في هذا العالم هي أسماء افتراضية أو مستعارة-وبالطبع
هذا ليس شرطا، فالذي ترجح كفته هو الشيء "الافتراضي" طالما هو في الإنترنت،
بعكس ما إذا كان في الواقع.
-تجد كثير من النساء حرجا "مجتمعي"
بالكتابة بالاسم الحقيقي، فهل سنكبت أقلامهن أو نضيق عليهن الخناق بسبب اعتبارات
لثقافة المجتمع التي قد لا نتفق معها ولكنه أمر واقع. فالحل لمثل تلك النسوة هو
"الاسم المستعار".
-يرى البعض بأن الكتابة بالأسماء المستعارة
كان لها في السابق ضرورة بحكم بعض الظروف إلا أن تلك الأسباب تلاشت لذا فيفضل
الكتابة بالأسماء الحقيقية، ولا أتفق مع هذا الرأي لأن المجتمع وثقافته الاجتماعية
هي نفسها رغم جرعات الانفتاح، والانتشار الواسع للتقنية إلا أن الاسم الحقيقي لا يمكن
نعده إضافة للفكرة المطروحة، أو يشكل فارقة، فعندما تجرد ما يطرح في الإنترنت من الاسم
سواء حقيقيا أو مستعار ستبقى الفكرة هي "الفكرة".
الخلاصة:
نتفق ونختلف وننتقد ونُنْتقد لكن على مستوى
ما يطرح في عالم الإنترنت ولا علاقة بأن يكون اسما حقيقيا أو مستعارا، فطالما نكتب
في عالم افتراضي فلا تطالبني باسم حقيقي بل طالبني بفكرة حقيقية.
واخيرا: ما ذكر أعلاه يمثل وجهة نظر شخصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق