الأربعاء، 30 أبريل 2014

صديقي الشرطي: لهذا السبب يتم إخفاء الرادار المتحرك..



بعد فترة من الغياب، التقيت بصديقي "الشرطي" قبل قليل بالصدفة في أحد المجمعات التجارية، تنازعنا بعض الأحاديث العابرة، سألته مازحا: لماذا تخفون الرادارات المتحركة عن أعين السائقين وتضعونه بطريقة وكأنه لص مختبئ؟؟!  

رفع بؤبؤ عينيه للأعلى ثم نظر إلي بنظرة حازمة تزامنت مع تنهيدة صغيرة ، أردف بعدها قائلا:

ما لا يفهمه السواد الأعظم من الناس بأن ضابط السرعة أو الرادار المتحرك إنما هو ليحمي الأرواح البشرية ويقلل من تشوه الأجساد العابرة، وليكون ذا جدوى في هذا فإنه من الأنسب أن يبقى الرادار في وضع مموها أو غير متوقع في كثير من الأحيان.

أخبرته بأن كلامه ليس مقنعا بالنسبة لي، فاستأنف حديثه بطريقة اخرى ، موجها لي سؤالا:

ماذا لو كنت تسير في الطريق وكان في العادة أو في العرف بين الناس بأن ضابط السرعة المتحرك يتم وضعه في اماكن محددة و واضحة للعيان بحيث أنك واثق من أن هذا ضابط السرعة لو كان موجودا فسوف تراه بسهولة وتعرف مكانه، فماذا ستفعل؟

أجبت: لو كنت أسير فوق السرعة القانونية فسأخففها قبل وصولي للرادار، بعدها سأسير كما كنت.

فقال: لهذا السبب يتم إخفاء ضابط السرعة، أي أن الأمر له علاقة بالجانب النفسي بحيث يجعلك تتوجس من أن يباغتك الرادار في أي لحظة وفي اماكن غير متوقعة حينها ستضطر لأن تلتزم أو لا تتعدى السرعة القانونية بصورة كبيرة، ربما تتعداها بشي بسيط على أمل أنه لو باغتك الرادار فلن يكون لديك فرصة لأن تخفف السرعة كثيرا، بمعنى أن التوجس من وجود ضابط سرعة في الطريق في أي وقت وأي مكان ويتم وضعه بطريقة "التمويه" فهذا الامر سيكون أمر مساعد لك وللمجتمع في التقليل من التهور في السرعة وبالتالي هو من أجل سلامة العابرين ليس أكثر من ذلك.

فقلت: أجد نفسي مقتنعا بكلامك يا عزيزي.

قال: أزيدك..لو إلتزم السائقين بالسرعة المحددة لكل طريق لما احتاجوا للبحث عن مكان الرادار المتحرك، إلتزم بالسرعة القانونية ودعك من الأشياء الأخرى.


قلت: لا كلام أضيفه على كلامك، وأشكر القدر بأن التقيت بك.  


رادار متحرك "ضابط سرعة"


هناك تعليق واحد: