حاول "فرويد" و"هورني" ومن تلاهم من "الإجتماعيين" أن يقدموا لنا تعريفا يجسد معنى "القلق"، اختلفت تعاريفهم "لفظيا" فتعانقت في معناها، اختصرها مجتمعة بعبارة " التوجس من أمر غامض بسبب تراكمات نفسية وإجتماعية"، وهذا التوجس هو ما ينتج عنه ما يعرف بـ"عقدة النقص". ولدى آخرين من علماء النفس وعلماء الإجتماع تعريفات اخرى مشابهة في مجملها مع ما ذكرنا.
كنت دائما ما استحضر تلك التعريفات كل ما تقابلت مع الرفيق السابق "نبهان الحنشي"، كثير ما أتأمله وهو يتحدث بأسلوب تطغى عليه "الأنا" فأحاول أن أفهمه من جانب "نفسي" لأستوعب ما يود قوله. في كل مرة أقابله سواء بوزارة التربية أو المقهى أتيقن بأن "نبهان" تعصف به عوامل تعرية نفسية واجتماعية، هذه العوامل –يوما بعد يوم- تحطم فيه الإنسان السويّ، انه ينهار أمام عيني، حاولت عبثا أن ارمم بعض ما اندثر من شخصيته ولكن – للأسف عوامل التعرية تلك تساندها آلالات بشرية حتى أصبح في حالة تستدعي "غرفة العناية المركزة" بمستشفى المسرة، والذي يربطه به علاقة من نوع مختلف تتعلق بما يسميه "الحب".
ولأني لا أحب الإطالة في الحديث فسأختصر ما أود قوله حول شخصية وسيكولوجية "نبهان الحنشي"، وهذا رأيي بنيته بناء على عناصر- أحسبها علمية:
1- أحاط "نبهان" لنفسه بهالة من الأوهام التي يراها هو أنها حقيقة، تلك الأوهام تتمثل في كونه شخصية مشهورة ومعارض سياسي ومثقف وكاتب معروف، وأنه أحد أركان الثورة العمانية الحديثة- وهذا المصطلح كان كثيرا ما يردده على مسامعي، وأنه منظم المسيرة الخضراء الأولى والثانية ، كما أنه يعتقد بأنه بناء على شهرته وثقافته فإن الفتيات يرغبن التعرف به- وهذا أحد أسباب "الخيبة" التي يعاني منها.
2- إجتماعيا؛ ومجتمعيا، ولّدت عوامل في ثقافة المجتمع المحيط بالرفيق نبهان ولّدت فيه "عقدة النقص" منذ ريعان شبابه، فالقدر أنبته بأسرة يرى المجتمع القبلي حولها بأن جذور هذه الأسرة لا يعود لنسب جيّد؛ كونها تعود لجذور افريقية كان قد جلب أجداده بــ"لنك" وهو مركب بحري متوسط الحجم – ما يقول عنه أهالي قريته، ولهذا ينزعج نبهان عندما يتهامس من حوله الناس ويصفونه بـ"....(تم حجب الكلمة)" ومعنى الكلمة بأنه غير أصيل، وفي حالات الغضب يطلقونها في وجهة :"....(تم حجب الكلمة)" ومفادها أولئك العاملين مع أسيادهم دون مقابل او مقابل لقمة عيشهم فقط، تلك الكلمات هي ما أسست قاعدة وبيئة خصبة للإضطراب النفسي لنبهان، وولدت لديه حب الإنتقام والتشفي، ليس تجاه شخص بعينه بل تجاه المجتمع وتجاه الحكومة وتجاه كل من حظي بحب وإشادة من المجتمع. هذا الإضطراب النفسي لا يمكن أن يدركه المصاب به ولكن يتجلى بوضوح للقريبين منه أو المخالطين له.
3- ولأنه سبق تكوّن حالة نفسية مضطربة نتيجة لما ذكرت اعلاه فإنّ انعكاسه اتضح بصورة أكبر في حياته العاطفية او الزوجية، لم يستطع الإستقرار فأنفصل مخلفا طفلة يمكن اعتبارا ضحية اضطرابه النفسي، لتعيش وحيدة محرومة من الأبوين، حاول الرفيق نبهان أن سد ثغرة "فشل زيجته" بالإرتباط العاطفي مع اخريات، ولكن نتيجة اضطرابه النفسي مرة اخرى يفشل، فتعددت ارتباطاته بالجنس الأخر فكانت عـ.... و بـ.... و مـ... و حـ.... و بـ.... واخريات كُثر، منهن ما يطلق عليهن بـ"الناشطات" ومنهنّ ما يعرف بأنهن "إعلاميات"، ومنهنّ بين تلك وذاك وعابرات سبيل. إحداهنّ "بـ...." قامت عليه ثائرة في إحدى الاجتماعات الخاصة وكالت عليه بالشتائم بعد إن اكتشفت أن ثمة اخريات يقول لهن ما يقوله لها من كلمات نزارية بعد أن غرر بهن من أجل أن يسهلن له قرضا او اُعطية مالية.
4- تلك العوامل رسخت لديه الإحساس بالنقص والدُونيّة، حتى اكتملت عنده "العقدة"، فحاول أن يسد ذلك النقص الذي يشعر بالمظاهر الوهمية، فكثُر اسرافه وبذخه، ولأنه بالدرجة المالية السادسة بمسمى وظيفي مدرب حاسب آلي، فإن ما يستلمه لا يتوافق مع ما ينفقه، فلجأ للإقتراض، ومن ثم السعي للإقتراض الشخصي من فلان وعلان من أجل جلسات سكند كب وكوستا وغيرها بجانب الجلسات الخاصة والاجتماعات التي يقوم بأنها من أجل تكوين جمعية معارضة وغيرها من الأفكار التي يطرح بجانب امور اُخر ترفيهية وشخصية.
5- قرار هروب "نبهان" للبنان هو قرار غبي-وهذا طبيعي طالما أنه يعاني اضطرابات نفسية، ولأنه ينظر للحياة من زاوية غير مستقيمة الأوهام التي يعيشها، كما في المثل (يصنع الكذبة ويصدقها) فقد صنع لنفسه سيناريو أعتقد بأنه سينقذه و سيكون بموجبه بطلا قوميا، والآن يندب حظه بعد أن أصدر السلطان عفوه عن المتطاولين عليه، فقد طوى العقلاء منهم تلك الصفحة من حياتهم ورجعوا لوظائفهم بهمة ودرس استفادوه من مجريات الحياة، لقد هرب نبهان (والهارب ذميم الخُلق) فمضى يجر خلفه أذيال الحسرة والندم، ولأنه يتصف بـ"أنانية" واضحة فقد ترك أطفاله الصغار وحيدين، معلقين ، تركهم حين مات ضمير الأبوة فيه.
6- ما يقوم به نبهان بين الفترة والأخرى أو بالأصح ما يشطح به عبر كتاباته إنما هو ضمن محاولاته للفت النظر نحوه كـمناظل حقوقي وكاتب وأديب ومثقف وغيرها من الألقاب ليسد جوع نفسه المضطربة والتي بحاجة لشيء يسد النقص فيها، ولأن الناس لا تعيره إيّ اهتمام فتجده يحترق داخليا فيحاول أن يلقي بين الفنية والآخرى شتائما على الحكومة والسلطان ، يتضح ذلك جليًّ بعد كل نجاح للحكومة أو أ حدث وطني ؛ فحين يرى الناس تثني على السلطان يتطاير الشرر من عينيّ نبهان فيخرج مقزما أي إنجازا ، فالإعتراف بنجاح الحكومة في أمرٍ ما يعتبرها الرفيق نبهان من المحرمات على الناشط الحقوقي أن يلتفت إليها أو حتى يذكرها.
أخيرا.. نبهان حالة خصبة للدارسين والباحثين في مجال علم النفس لدراسة حالته عن كثب.
همسة:
أيها الرفيق السابق.. إني أشفق عليك مرضك ، إنك تنهار، تنهار ، فأنقذ نفسك من الدرنّ.
يظل نبهان مجرد ناتج عملية جمع خلفها المجتمع
ردحذفشخصيا لا اعير اي اهتمام لناشط او غيره فقط مايهمني كلمة الحق الحق لاغير
وعمليات ناتج المجتع في مجتمعنا اغلبها اوهام في اوهاه حتى اولئك الذين يسخرون
من نبهان وبماضي نبهان يعانون من عقدة النقص..........
نبهان الخنشي نتاج ظلم الدولة
ردحذفألفاظ تدل على ثقافتك مريض عقدة نقص تنهار
ردحذفاستغفر ربك
ربما المجتمع له دور ولكن طريقه حديثه تدل على أنه لديه سعه وأطلاع وثقه في النفس ينافي عقده النقص التي تصفها نعم من الواضح أنه يحب الظهور ولكن لكل أنسان نقطه تحول في حياته يجعله متمرداً هل هو العرق أم قسوه المجتمع أم فساد النظام الذي يراه نبهان أنه لا يصلح للعيش فيه الله اعلم
ردحذف